السميط فارس الدعوة ورجل العمل الخيري.. في ذكرى وفاته
د. صالح محروس محمد | أكاديمي وكاتب مصري
في الذكرى التاسعة لوفاته (15/ 8/ 2013) يعد الدكتور عبد الرحمن السميط نموذج فريد في الدعوة الاسلامية في أفريقيا فهو بذل كل ما كان يملك في سبيل نشر الاسلام ومساعدة الفقراء وتقديم الخدمات الطبية والتعليمة ،وسجل التاريخ اسمه بحروف من نور وقد رفع اسم دولته الكويت في الأوساط العالمية والأفريقية. ولد الدكتورعبد الرحمن السميط في الكويت بتاريخ 30 / 11 (ذو القعدة)/ 1366 هجرية الموافق 15 / 10 / 1947 ميلادية ، درس الطب وأصبح طبيبًا وعمل بالطب في الكويت وبريطانيا وكندا لكنه آثر العمل الخيري فأسس أكبر وأشهر جمعية خيرية في العالم العربي وهي ( جمعية العون المباشر) (أصبحت أكبر منظمة عالمية إغاثية في أفريقيا) و رأى أن الدعوة والتربية ينبغي أن يسبقها: تأمين الغذاء والحفاظ على الصحة ونيل الاحتياجات الأساسية.
وحقيقة أن نتائج جهود دكتور السميط في مجال الدعوة الاسلامية والعمل الخيري في أفريقيا يصعب على العقل استيعابها ولكن هي جهود المخلصين ومن هذه النتائج: أسلم على يديه (11) مليون إنسان بمعدل (1000) كل يوم. قام ببناء أكثر من (5700) مسجد، و(840) مدرسة قرآنية، ورعاية عشرات الآلاف من الأيتام. بنى (860) مدرسة تضم نصف مليون طالب. أنشأ أربع جامعات، ودفع رسوم (95) ألف طالب ليتم دراسته. درب أكثر من (4000) داعية ومعلم، ودفع لهم الرواتب. قام بتوزيع (160) ألف طن من الغذاء والدواء والملابس. حفر أكثر من (9500) بئر ارتوازي. وزع أكثر من (51) مليون نسخة من القرآن الكريم في أفريقيا، و(600) مليون كتيب عن الإسلام بعدة لغات. أنشأ أكثر من مئتي مركز إسلامي. أنشأ سبع إذاعات ومحطات تلفزيونية. أما على صعيد أسرته زوجته: قامت بالتبرع بكل ثروتها من أجل العمل الخيري في أفريقيا. ابنته: اشترطت على عريسها أن يرافق والدها في الدعوة في أفريقيا. حفيدته: أراد أن يهديها، فلم يجد أجمل من رحلة إلى أفريقيا. نال العديد من الشهادات والأوسمة، لكن كلمته الخالدة: (نحن لا ننتظر شهادات من أحد، نحن عملنا في الميدان، وننتظر من الله فقط أن يتقبل منا). مرض عبد الرحمن السميط وفي آخر حياته دخل في غيبوبة، فكان كلما أفاق من غيبوبته يسأل عن إفريقيا، وألف كتبًا حملت عناوين إفريقيا على أغلفتها. استمر يعمل في الدعوة بعد أن طعن به السنّ، وثقلت حركته وأقدامه، وإصابته بالسكر وبآلام في قدمه وظهره. طُلب منه أن يريح نفسه فقال: (سألقي عصا الترحال يوم تضمنون لي الجنة، ودون ذلك فالعمل حتى يأتي اليقين، فالحساب عسير). وقال أيضًا: (كيف تريدون مني أن أتقاعد وأرتاح والملايين بحاجة لمن يهديهم). ترك لنا العديد من الكتب التي تخص رحلاته وجهوده ومنها :
1. كتاب لبيك أفريقيا.
2. كتاب دمعة أفريقيا ( مع آخرين ).
3. كتاب رحلة خير في أفريقيا ” رسالة إلى ولدي “.
4. كتاب قبائل الأنتيمور في مدغشقر.
5. كتاب ملامح من التنصير دراسة علمية.
6. إدارة الأزمات للعاملين في المنظمات الإسلامية ( تحت الطبع ).
7. السلامة والإخلاء في مناطق النزاعات.
8. كتاب قبائل البوران.
9. قبائل الدينكا.
10. دليل إدارة مراكز الإغاثة.
11. كتاب قبائل الغبراء ( تحت الطبع )
12. كتاب قبيلة الميجيكندا فى شرق كينيا
13. كتاب حقيبة مسافر ( تحت الطبع ) ( )
نعم هؤلاء من سطر التاريخ جهودهم بحروف من نور وذكرى وفاته العطرة نسأل الله له الرحمة والغفران ونثمن جهود جمعية العون المباشر التى تسير على نهج مؤسسها .