الإعلام وأهميته

ياسين أحمد خلف| أكاديمي عراقي
     اتصل بي صديق عزيز وبعد السلام،قال:كيف أخبارك؟ أفتقدك أخي العزيز .
  قلت:مرحبا بأخي وصديقي وأنا، أيضا افتقدك، الأرواح جنود مجندة، والتخاطر فرع من فروع علم النفس،وأنا كذلك أفتقدك، وأنت كيف أخبارك؟
قال:أنا أريد أن أعرف أخبارك في الغربة؟
قلت:هذا يتطلب الكثير من الكلام وتنا أفضل أن أسمع أكثر مما اأتكلم وخاصة في التلفون،فقد تعودت على ذلك. 
ضحك ضحكته المعهودة.
وقال:كيف يا أخي لقد كنت أستاذا،والأستاذ يتكلم أكثر مما يستمع. 
قلت:هل تدري أنني تعلمت من طلابي بقدر ما تعلموا مني. 
قال: كيف؟

     قلت:كنت أستمع إليهم لأن مهارات الاستماع تعطينا الطريقة الأمثل للتعليم ولتطوير مهارات الطلاب (وسكتُ برهة وانتظرت )
قلت: هل أنت معي؟ 
قال:نعم. أفكر مليا فيما قلتَه. نعم هذا الكلام صحيح.
سألته:كيف.صحيح؟قل لي أنت الآن؟
قال:عندما تستمع، تدرك جيدا وتعرف جيدا ما ستقوله.ثم أردف قائلا أود أن أسمعك.
قلت:في الحقيقة كل شيء يغدو جميلا مع القناعة. إنني بخير،ولست بخير.
قال:كيف؟
قلت:خائف من الغد ومن التغير الذي لايمكن أن نتنبأ بنتائجه.
كل شيء قد تغير والإعلام المرئي والمسموع هو من يقود هذا التغيير، وخلف مقود الإعلام عباقرة. يفكرون من أجل الآخرين لقد غدى الإعلام القائد لكل مايحدث بلا منازع والمنفّذ لما سيحدث في المستقبل،هذا من جانب ومن جانب آخر بعض الذين يعملون في الإعلام مقلدين وغير مؤهلين،أو غير مدركين بأهميته ويفكرون بما يهمهم ولايمكن التنبؤ بما ينوون القيام به وقد تعودوا على التقليدوفيالتقليد ربما نحارب أنفسنا بأنفسنا دون أن ندرك.
بامكان الألسنة أن تسكت، ولكن ليس بإمكان الآذان أن تُغلق،ولاسبيل إلى ذلك.
   فضائياتنا لم تسكتْ ولن تسكتْ،وأحاديث،معادةواستضافات مكررة لمواضيع مكررة وتعاد مرات ومرات،لتغطية الفراغات الفائضة، على مايظهر .
     ليس كل شخص مؤهل أن يكون نموذجا للمقابلة التلفزيونية، ويتصدر القنوات التلفازية؛ يواجَه بسيل من الأسئلة ويجيب على كل صغيرة وكبيرة، في الإعلام واحد زائد واحد لا يساوي اثنين. الإعلام للعلماء لا لمن هب ودب.
وكذلك معد ومقدم البرنامج معد البرنامج يجب أن يكون ملما بالتخطيط الاستراتيجي ومطلعاعلى السياسة والأحداث الجارية، وكذلك مقدم البرنامج يجب أن يكون محاميا نبها ذكيا مثقفا مدركا للنظريات النفسيةومنتميا إلى الوطن والأهل حاميا لهم ولحقوقهم.
اما المستضاف وهو الاهم وعليه مراعاة توفر شروط الإمكانات العلمية والثقافية والسياسية والنزاهة والسمعة الطيبة والمنزلة الاجتماعية.
وعليه يجب اختيار الأكفأ والأعلم والنزيه والمخلص والشريف والوطني.
اليوم نرى ونسمع كل ما هو معاد، الاشخاص؛ والمواضيع وكنا نتمنى أن يكون هنالك الأهداف محددة مسبقا، أن أكثر ما هو موجود ارتجالي وملخبط ، ويضع المشاهد في متاهات لا يستطيع الخروج منها. 
    لقد غدى المشاهد مدمنا يتناول الأخبار ويُحبط تم ييأس ويترك الأمر للقدر ويعيد الكَرّة.و هو يصرخ:أنا جوعان .لا ماء لا كهرباء لا وطن .
مافائدة المقابلات التلفازية والحوارات الساخنة عندما تتكرر الوجوه وينتجون الكلام ويعيدون ما قالوا وتعيد القنوات الفضائية الأشخاص أنفسم،ما فائدة الحوارات عندما لاتكون هنالك من يسمع وينفذ.

    والمصيبة أن الطروحات العشوائيةوتكرارمضامينها تُعّود البعض على أنها آراء سليمة وعلينا الاخذ بها، والتلاسن ومصارعة الديكة لا تجدي نفعاً، عندما تصل الامور الى الحد الذي يتلاشى الاستنتاج من هدف غير واضح المعالم لاشيء يبقى بعد ذلك الإدمان على الاستماع والمشاهدة بدون متعة.
قال: صدقت، واللهه صدقت، والنتيجة؟
قلت: انتهى عصر الكلمات وعلينا أن نعمل قبل أن تحصل مالا يحمد عقباه من أجل تعزيز السلام الذي هو الهدف الأسمى لكل إنسان شريف يحب السلام ويدرك معناه، علينا ان نعود إلى إنسانيتنا لكي ندرك أن الإنسان والوطن أهم شيء وأن العبث في مصير الاخرين لايجوز قطعا والظلم لايجب أن يدوم وللحق صاحب وهو يرى كل شيء وإنه يرانا وأن غضبه شديد إذا غضب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى