مَاهِيَّةُ الإِنْبَاءِ الكَوْنِيِّ: كَرْكَرَاتُ الاِهْتِلاسِ أَمْ ثَرْثَرَاتُ الاِخْتِلاسِ؟ (3)
د. آصال أبسال | كوبنهاغن (الدنمارك)
إما أن تختلسَ وإما أن تختلسَ أكثرَ، ذلك هو السؤالُ أو التسآلُ الأعثرُ – إذ ليس ثمة كاتب صحافي «رسمي» أو كاتبة صحافية «رسمية» لا يختلسان الأفكار بالاعتراف أو حتى بالإقرار بما قد اختلساه عمدا ولو حتى بشيء من التنويه القريب أو التلميح البعيد، سواء كانا في العالم العربي كُلاًّ وكُلِّيَّةً أم كانا كذاك في أمكنة مسماة من العالم اللاعربي جزءا وجُزْئِيَّةً في المقابل.. وما من مثالٍ مدلولٍ ودالٍّ على هكذا اختلاسٍ أو حتى سَرَقٍ سَافِرٍ يرتدي رداءَ «النقيض» كاملاً وفاعلاً، في واقع الحالِ، كمثلِ تيك الصحيفة «العربية» و«الفلسطينية» المدعوة شوقا وتوقا بـ«القدس العربي» بالاسم ليس إلا، وابتداءً حريًّا قمينًا من أيما فرد من أفراد طاقمها المعتاد، طاقم تحريرها، بالمُسَمَّى كذلك.. فقد جاء سائرا في متن تقريرها الافتتاحي (الصادر قبل أيام ثلاثة من كتابة القسم الثالث من هذا المقال)، فقد جاء سائرا «إنباءٌ كونيٌّ» ينبئ باللاتوثيق عن مجرياتِ ما طُوِّبَ اسميًّا بـ«قمةِ العلمين» وهي جاريةٌ، أو كانت جاريةً، بالقصدِ في أرضِ الكنانةِ المكنونةِ في قلبِ الصحراءِ ذاتًا، تلك «القمةِ» التي بلغت شأوا «لافتا للانتباهِ» في الصيتِ أيامَ «الحرب العالمية الثانية» WWII بالذاتِ (وعلى الأخصِّ في سنة 1942 وما بعدها)، والتي مع ذلك لم تفعلْ شيئا، في نهايةِ المطافِ، سوى ذلك الترديدِ الببغائيِّ البئيسِ لعباراتٍ خرقاءَ أشدَّ بؤسا من مثل عبارة «تعزيز الجهود» وعبارة «توحيد المواقف» وعبارة «مواجهة التحديات»، وما إلى ذلك اقترانا من شعاراتٍ طنانةٍ رنانةٍ قد أكلَ عليها الزمانُ ثم شربَ إلى حدِّ الاشمئزازِ والقرفِ.. ومن دولِ المثولِ «العربيةِ» التي التقت في «قمةِ العلمين» ولكنْ لأسبابٍ لا تبدو إلا اقتصاديةً مصلحيةً محضا رغم تلك العباراتِ الخرقاءِ وتلك الشعاراتِ الطنانةِ الرنانةِ، في ظاهرِ الشأنِ، تظهر مصرُ «المضيفةُ» في معيةِ كلٍّ من الإمارات والبحرين والأردن – مقترنةً كذاك بغيابٍ كليٍّ جدِّ ملحوظٍ من طرفِ السعودية بالذاتِ، أولا، ومقترنةً إذَّاك بحضورٍ جزئيٍّ لم يكنْ ملحوظًا جدًّا من طرفِ العراق بالعينِ، ثانيا، وبحجةٍ موسومةٍ من كلٍّ منهما تخصُّ ذلك الانكبابَ لزامًا، أو هكذا يتجلَّى، على حشدٍ من الشؤونِ السياسيةِ و/أوِ الاجتماعيةِ و/أوْ حتى البيئيةِ في بقاعٍ من الأهميةِ بمكانٍ في داخلِ البلادِ، على وجهِ التحديدِ (يُنْظَرُ التقريرُ الافتتاحيُّ المعنيُّ في هذا السياق: «لماذا اجتمع قادة قمَّة العلمين؟»، من إصدار «القدس العربي» في يوم 24 آب (أغسطس) عام 2022)..
وما يجمعُ دولَ المثولِ «العربيةِ» الأربعِ هذه تراتُبِيًّا تزمُّنيًّا، فيما يبدو (أي دولُ مصرَ «المضيفةِ» والأردنِّ والإماراتِ والبحرين)، إنما هو توقيعُها الذليلُ والمهينُ على اتفاقياتِ سلامٍ زائفٍ، أو تطبيعٍ أكثرَ زيفًا، مع دولةِ إسرائيلَ بالذاتِ (أي دولةُ الاحتلالِ الصهيونيِّ الهمجيِّ الحوشيِّ لأرضِ فلسطينَ بالعينِ)، هذا فضلا عن إقامتها «التعويضية»، أو حتى «التطهيرية»، فيما بينها لعددٍ عدِّيٍّ من آلياتٍ افتعاليةٍ تنمازُ بتوصيفاتٍ منمَّقةٍ مبهرَجةٍ ظاهريًّا كمثل ذلك التشاركِ المشارِ إليه بـ«التشارك الصناعي التكاملي للإنماء الاقتصادي المستديم»، وما أشبهَ ذلك من تشاركٍ موازٍ، أو حتى من تشاركٍ لاموازٍ، على حدٍّ سَوَاءٍ.. وهكذا، فإن الحضورَ الجزئيَّ لدولةِ العراق، كما سبق ذكرُهُ توًّا، لا يعني بالضرورةِ أن الطابعَ المقصودَ من انعقادِ «قمةِ العلمين» تلك إنما هو طابعٌ اقتصادي (أو تجاري) أكثرَ ممَّا هو طابعٌ سياسي (أو دبلوماسي)، كما تختلسُ عينُ الصحيفةِ المعنيةِ اختلاسًا جليًّا دونما توثيقٍ نزيهٍ شاهدٍ بحدِّهِ الأدنى على يدِ كاتبِ أو كاتبةِ التقريرِ الافتتاحيِّ المعنيِّ ذاتِهِ – ناهيك، بطبيعة الحال، عن عينِ الغيابِ الكليِّ لدولةِ آلِ سعود بالعينِ، تلك الدولةِ التي تمتازُ بالعديدِ من الاستثماراتِ «العينيةِ» و«الفرضيةِ» في دولةِ مصرَ «المضيفةِ» ذاتِها، من طرفٍ أولَ، والتي تمتازُ كذاك بالعديدِ من العلاقاتِ الإستيراتيجيةِ والتكتيكيةِ مع دولِ الأردنِّ والإماراتِ والبحرين ذواتها، من طرفٍ آخَرَ.. ومع ذلك كلِّهِ، و«الحقُّ» لا بدَّ من أن يُقَالَ هنا، فما لم «تختلِسْهُ» عينُ الصحيفةِ المعنيةِ نسبيًّا بالتوثيقِ النزيهِ الشاهدِ، في المقابلِ، إنما يشيرُ إلى ذلك التصريحِ الذي صرَّحت بهِ دولةُ الإماراتِ (على لسانِ مستشارِها الدبلوماسيِّ، أنور قرقاش)، ذلك التصريحِ المنمَّقِ والمبهرَجِ على أكثرَ من صعيدٍ، بدورِهِ هو الآخرُ، والذي يُقِرُّ إذَّاكَ بتأسيسِها الحاضريِّ وكذاك المستقبليِّ لـ«مرحلةٍ عربيةٍ عنوانُها التعاضدُ والتكاتفُ لحمايةِ وتنميةِ المنطقةِ المعنيةِ»، في ظاهرِ الشأنِ.. وهذا التصريحُ المنمَّقُ والمبهرَجُ، في هكذا ظاهرٍ كذاك، إن هو إلا سَجَنْجَلٌ عاكسٌ تشوُّفَ دولةِ الإماراتِ عينِها إلى القيامِ المرصودِ بـ«دورٍ أكبرَ» ممَّا كانَ عليهِ قبلا في شؤونِ الدولِ العربيةِ المعنيةِ بالتحديدِ، فكانَ التشوُّفُ المعنيُّ عانيا ذلك التحولَ المنشودَ من محورِ الانشغالِ التنافسيِّ «الحَرِيِّ»، أو هكذا يتبدَّى، في الأمسِ مع دولةِ قطر (وكذاك مع دولةِ تركيا) إلى محورِ الانشغالِ التنافسيِّ «الأحرى» في هذا اليومِ مع دولةِ آلِ سعود بالذاتِ، هذه الدولةِ التي تتشوَّفُ، من لدنها كذلك، إلى استردادِ «دورٍ مُضَاعَفٍ» عربيٍّ وكذاك لاعربيٍّ يُشَارُ إليهِ ببنانٍ.. ولم يجرؤْ هكذا تشوُّفٌ «حميميٌّ» على الانفجارِ من صدورِ، لا بل من ألبابِ، المعنيين بالأمرِ من كلٍّ من دولتي آلِ نهيان وآلِ سعود ذاتيهما (وفي مقدمتِهم وليُّ عهدِ الدولةِ الأولى، محمد بن زايد، ووليُّ عهدِ الدولةِ الأخيرةِ، محمد بن سلمان)، لم يجرؤْ هكذا تشوُّفٌ «حميميٌّ» على الانفجارِ، بطغيانِ ساحِ الاقتصادِ على ساحِ السياسةِ بالنحوِ الظاهريِّ المَرُومِ ذاك، إلا مع ظنينهم بالاستتبابِ «القطعيِّ» و«النهائيِّ» لكلِّ ما لهُ مِسَاسٌ دَنِيٌّ أو دَانٍ بـ«الثورةِ المضادَّةِ»، إن صَحَّ اصطلاحُها هكذا، وإلا مع «يقينهم» من ثمَّ بالاجتثاثِ الوهميِّ والاستيهاميِّ لكلِّ ذلك الخوفِ السُّقْمِيِّ السريريِّ من دخولِ المدِّ الثوريِّ الشعبيِّ الحقيقيِّ في أعقارِ ديارهم..
تلك، إذن، مجرياتُ ما طُوِّبَ اسميًّا من قبلُ بـ«قمةِ العلمين» بعد تعريضِ نصِّ عَرْضِها «القدساويِّ» ذاك «المتينِ والمكينِ» لشيءٍ من النقدِ والتشريحِ الموضوعيَّيْنِ الجادَّيْنِ، ها هنا، وهي كذاك جاريةٌ، أو كانت إذَّاك جاريةً، بالقصدِ في أرضِ الكنانةِ المكنونةِ في قلبِ الصحراءِ ذاتًا، وهي أيضًا جاريةٌ وبالإتباعِ وسطَ ماجرياتِ تلك القممِ العربيةِ-العربيةِ التي تحدثُ حدوثًا دوريًّا داخلَ ما يُسمى بـ«قمم جامعة الدول العربية» (القممِ المشهورةِ بخوارِهَا الأجوفِ، ولا ريبَ فيهِ)، أو تلك التي تحدثُ حدوثًا دوريًّا كذاك خارجَها من مثلِ ما يُدعى بـ«قمم مجلس التعاون الخليجي» (القممِ المعروفةِ كذاك بموارِهَا الأعجفِ، ولا شكَّ فيهِ)، من جانبٍ أولَ، وهي أيضًا جاريةٌ وبالإتباعِ ذاتِهِ وسطَ ماجرياتِ تلك القممِ العربيةِ-اللاعربيةِ من على شاكلةِ ما يدخلُ في إطارِ العالمِ الإسلاميِّ تخصيصًا كمثلِ ذلك الملتقى المُسَمَّى بـ«ملتقى منظمة التعاون الإسلامي» (ملتقًى دونما توصيفٍ يُذْكَرُ، في هذهِ القرينةِ)، أو من على شاكلةِ ما يخرجُ عن إطارِ هذا العالمِ الإسلاميِّ تعميمًا كمثلِ ذلك اللقاءِ المَدْعُوِّ بـ«لقاء الجمعية العامة للأمم المتحدة» (لقاءٍ دونما تنعيتٍ يُذْكَرُ كذلك، في ذاتِ القرينةِ)، من جانبٍ آخَرَ.. والمفارقةُ الهزليةُ والهزئيةُ، ها هنا، علاوةً على ذلك، أنَّ هذِهِ الماجرياتِ «المتنوِّعَاتِ» التي لم تكنْ لتجديَ نفعًا على أيِّمَا صعيدٍ ملموسٍ محسوسٍ من أيٍّ من ذينك الجانبينِ، في حقيقةِ الأمرِ، لم تمثِّلْ إبانَئذٍ سوى حالاتٍ سُقْمِيَّةٍ سريريةٍ كذاك من حالاتِ تبديدِ الوقتِ وهدرِ الطاقةِ الهائلينِ، ولم تسجِّلْ في ذاتِ الإبَّانِ بالتالي خلا خلائطَ كوميديةٍ سوداويةٍ من كلِّ أشكالِ المآسي والملاهي سواءً بسواءٍ.. والمفارقةُ الأشدُّ هزليةً والأشدُّ هزئيةً، فوقَ ذلك كلِّهِ، أنَّ تلك المحرِّرَةَ المأجورةَ، التي توقِّعُ مستخدمةً عادةً ذلك الاسمَ الأنثويَّ مُصَغَّرًا بالأحرفِ اللاتينيةِ nada، إنما تتوخَّى بكلِّ غباوةٍ وبكلِّ جهالةٍ نشرَ ملاحظاتٍ عبثيةٍ ما أنزلَ اللهُ بها من سلطانٍ «صادرةٍ» دونما أيِّ توثيقٍ نزيهٍ شاهدٍ عن نَقِيطٍ عَتُوفٍ (تماما كما تعتفُ البغايا المسترجلاتُ كُلُّهُنَّ) قد أثبتَ في أكثرَ من مثالٍ قاطعٍ دامغٍ بأنهُ لا يفقهُ شيئًا في قضايا السياسةِ أو الاقتصادِ أو أيِّمَا مجالٍ رئيسيٍّ أو ثانويٍّ يمتُّ لأيٍّ منهما بِصِلَةٍ من قريبٍ أو حتى من بعيدٍ، في حينِ أنها (أي تلك المحرِّرَةُ المأجورةُ المُتَكَلَّمُ عنها هنا) تتوخَّى حتى بغباوةٍ أشدَّ وكذاك بجهالةٍ أشدَّ من قبلِهِمَا، تتوخَّى عينَ العُدُولِ عن نشرِ أيٍّ من تلك الملاحظاتِ التقويميةِ لهكذا خلطٍ وهكذا خطلٍ والمُبْدَاةِ من مصدرٍ جدِّيٍّ آخَرَ بكلِّ جَدٍّ وبكلِّ جَدِّيَّةٍ قلبًا وقالبًا مع ذلك..
فعلى سبيلِ المثالِ لا الحصرِ، وفي سياقِ تشوُّفِ الإماراتِ إلى ذلك التحولِ المنشودِ من محورِ الانشغالِ التنافسيِّ «الحَرِيِّ» في الأمسِ مع قطر (وكذاك تركيا) إلى محورِ الانشغالِ التنافسيِّ «الأحرى» في هذا اليومِ مع السعودية بالذاتِ، ينطُّ ذلك النَّقِيطُ العَتُوفُ مقلِّدًا بقَدِّهِ ممَّن تملَّقَ أو تزلَّفَ لهُ من «سَيِّدٍ» في الظنِّ والظنينِ أسلوبَ التشاركِ «النقديِّ»، ومختلسًا كعهدِهِ كذاك من هنا ومن هناك جُلَّ عباراتِ التلفيقِ والترقيعِ بغيةَ الإيهامِ بمصداقيةِ التحاورِ «الجَدِّيِّ»، ينطُّ بهذرِهِ المعتادِ عن مدى استحالةِ حصولِ التنافسِ بينَ الدولتينِ المعنيَّتَيْنِ (أي الإمارات والسعودية) وأيضا عن مدى استظلالِ الأولى بالأخيرةِ على كلٍّ من المستويَيْنِ العربيِّ واللاعربيِّ، ثم يشطحُ كلَّ الشطحِ بذاتِ الهذرِ فجأةً عن محورينِ رئيسيَّيْنِ لـ«قمةِ العلمين» (محورٍ اقتصاديٍّ داخليًّا ومحورٍ «دبلوماسيٍّ» خارجيًّا) وكذاك عن محورينِ ثانويَّيْنِ لهذه «القمةِ» (محورٍ جغرافيٍّ مصريًّا ومحورٍ «طوبوغرافيٍّ» ليبيًّا)، وما إلى ذلك من خلطٍ ومن خطلٍ مختلَسَيْنِ ومسروقَيْنِ في الأصلِ.. وهكذا، وعلى الرغمِ من كلِّ ذلك، فإنَّ تلك المحرِّرَةَ المأجورةَ المُتَحَدَّثَ عنها هنا لا تتوانى بتًّا في نشرِ هكذا خلطٍ وهكذا خطلٍ (وقد تمَّ تعديلُهُمَا هنا بشيءٍ من التشذيبِ والتهذيبِ)، من جهةٍ أولى، ولكنها، من جهةٍ أخرى، تتمنَّعُ كُلاًّ بالقصدِ وبالعمدِ عن نشرِ ما قدْ وصلني من ردٍّ تقويميٍّ حصيفٍ يشيرُ إلى ميداءِ إمكانيةِ حصولِ التنافسِ بينَ الدولتينِ المعنيَّتَيْنِ (أي الإمارات والسعودية)، على النقيضِ الكاملِ ممَّا نُشِرَ آنفًا، وخاصَّةً بعدَ تراجُعِ ذلك «التهديدِ المشترَكِ» الذي صاحبَ اندلاعَ ثوارتِ ما سُمِّيَ إجماعًا بـ«الربيعِ العربيِّ» في القابلِ، وبعدَ تقدُّمِ عدَّةٍ من تلك الأحزابِ الإسلاميةِ التي واجهت من قبلُ مرحلةً مديدةً من التهميشِ وحتى من الإقصَاءِ في المقابلِ – هذا فضلا عن انهماكِ كلٍّ من الدولتينِ المعنيَّتَيْنِ في تركيزِ الاهتمامِ الأوَّليِّ على الشؤونِ الوطنيةِ (من المنظورِ الداخليِّ تحديدًا)، وفي تنويعِ، ومن ثمَّ في تطويرِ، مواردِ الاقتصادِ الأساسيِّ، بوصفِ كلٍّ من هٰتينِ الدولتينِ المعنيَّتَيْنِ دولةً نفطيةً أساسيَّةً كذلك.. كلُّ هذهِ العواملِ الهامَّةِ مجتمعةً ومقترنةً بعواملَ هامَّةٍ غيرِهَا أيضًا ليسَ لهَا، في التحليلِ الأخيرِ، إلا أن تزيدَ من حدَّةِ ذلك التنافسِ المعنيِّ بينَ الدولتينِ هٰتينِ، وليسَ لهَا، فوقَ ذلك كلِّهِ، إلا أن تزيدَ من احتمالِ استمرارِهِ بينهُمَا من حينٍ إلى حينٍ آخَرَ، شاءَ من شاءَ وأبى من أبى.. وكلُّ هذا الإسهابِ، في حدِّ ذاتِهِ، لا يعدو، في واقعِ الحالِ، أن يكونَ غيضًا من فيضٍ حينَ يأتي الكلامُ عن ذلك المستوى الدنيءِ والقميءِ الذي يمكنُ لصحيفةٍ «عربيةٍ» و«فلسطينيةٍ» كمثلِ صحيفةِ «القدس العربي» أن تنحدرَ إليهِ دونما أيِّ رادعٍ إنسانيٍّ ودونما حتى أيِّ رادعٍ ضميريٍّ أو أخلاقيٍّ وما يُسْفِرُ عنهُ بالحرفِ أو حتى بالمجاز!!..
تعريف بالكاتبة
ولدتُ في مدينة باجة بتونس من أب تونسي وأم دنماركية.. وحصلتُ على الليسانس والماجستير في علوم وآداب اللغة الفرنسية من جامعة قرطاج بتونس.. وحصلتُ بعدها على الدكتوراه في الدراسات الإعلامية من جامعة كوبنهاغن بالدنمارك.. وتتمحور أطروحة الدكتوراه التي قدمتها حول موضوع «بلاغيات التعمية والتضليل في الصحافة الغربية» بشكل عام.. ومنذ ذلك الحين وأنا مهتمة أيضا بموضوع «بلاغيات التعمية والتضليل في الصحافة العربية» بشكل خاص>