أدب

دموع الذكريات (٤)

شرين خليل | المنصورة
سألني بشغف واهتمام عن مكان إقامتي ولمحت في نظراته لي إعجابه الشديد وفهمت من نبرات صوته أنه يريد الارتباط بي ..
شعرت بالفرحة تدق قلبي لأول مرة منذ زمن بعيد ..
أخبرته بالعنوان والغريب أن له صديق كان جارنا، ظننت أن ذلك سيجعل الأمر سهلاً ويتم بسرعة ولكني تفاجأت بأنه يبتعد عني ..
هل زوجة أبي هي السبب ..
هل حياتي معها كانت نقمة عليّ؟
كيف لهذه الحياة أن تقتلني وتحدد مصيري؟
لا أحد يختار حياته..
فلماذا هذه القسوة ؟
لماذا ابتعد عني ؟
بعد أن نسجت خيوط الأمل في قلبي وبدأت أحلم بحياتي الجديدة الهادئة..صدمني الواقع ومزق قلبي..
شعور بالحسرة والمرارة والقهر..
حتى جاء لخطبتي من وافق بحالتي من قبل أن يراني فهو حياته مثل حياتي ولم يفرق معه وجود زوجة أب فهو أيضاً كان له زوجة أب..
بيننا توافق في الوضع الأسري ولكن لا يوجد توافق آخر فهو أكبر مني بكثير وافقت بدون اقتناع،
وافقت رغماً عني لكي انتصر لكرامتي وأخذ بثأري من هذا الأستاذ الذي تركني وأيضاً من أجل الفرار من الحياة مع زوجة أبي.
ووافق أبي وتم عقد القران واتفق أبي معه على إتمام الزواج بعد التخرج من المرحلة الجامعية..
مرت الأيام وأنا أشعر بعدم الارتياح وحاولت محاولات عديدة لكي اتركه وأنهي هذه العلاقة ولكني فشلت..
وتم الزواج ورضيت بحياتي الجديدة فهي أرحم من حياتي مع زوجة أبي..وأصبحت علاقتي بها جيدة فهي سعيدة بأنني تركت لها المنزل وأخي أيضاً سافر على الرغم من اعتراض أبي على سفره.
وبعد شهور ونحن في انتظار مولود جديد توفى زوجي ..
هزتني الصدمة لدرجة أنني تساءلت هل حظي سيئ لهذه الدرجة؟ أم هي اقدار ولابد من الرضا والتقبل ..
وعُدت مرة أخرى لزوجة أبي، فأبي لم يسمح لي أن أعيش في بيت زوجي بسبب صغر سني ..
وبدأت سلسلة أخرى من المعاناة والمعاملة القاسية والاستياء من وجودي حتى عندما أنجبت ابنتي خرجت للعمل وكنت أعطيها من مالي حتى ترضى عني وتكف عن الشجار مع أبي بسببي فهي ترفض وجودي وأبي يرفض ذهابي لمنزل زوجي وهدد بالرحيل لو أنا غادرت المنزل ..
صراع حولي ولا أعلم ماذا أفعل حتى جاء اليوم الذي ذهبت لزيارة صديقة لي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى