الاعتذار
موسى محمد دبيش | اليمن
الاعتذار هو محاولة لرأب صدع أحدثته بكلمة بتصرف أحس المتلقي بأنك تسببت له بألم نفسي فتقوم بالاعتذار؛ إما شفهيا وإما تصرفا مغايرا للتصرف الذي تصرفته تجاه المتلقي وسبّب له ألما في نفسه والاعتذار يتم إذا أصبح خاطر المتلقي للإساءة طيبا. وكما يقول الاخوة في أرض الكنانة (صافية لبن فيرد الآخر بقوله: حليب ياقشطة). هذة محاولة مني لتعريف الاعتذار.
الغريب أن البعض يرى بأن في الاعتذار جبنا وضعفا وخنوعا وذلا للمعتذر لا أعلم من أين أتوا بهذا التصور القبيح؛ الاعتذار ياسادة قمة الرجولة وقمة الشجاعة وقمة في سمو الأخلاق ونبل المشاعر أنك باعتذارك تفتح صفحة جديدة مع من أسأت إليه فيها من المحبة والمودة والاحترام مافيها.
من هو الذي يأنف من الاعتذار؟ إن من يأنف من الاعتذار ويحس بأن ذلك يعد انتقاصا لذاته هو ذلك المتكبر المتعجرف الذي يحس بأنه في قصر عاجيٍّ وإن من حوله لايمثلون له شيئا ذلك الشخص الذي يحس بأن وضعه الاجتماعي سيهتز بإعتذاره.
الاعتذار بلسم يوضع على نفسية من أسأت إليه فتبرأ مما أصابها ويتمتع بالقدرة على الاعتذار من حوت شخصيته الشجاعة والنبل والتواضع فيعلو قدره في نظر من حوله وتزداد مكانته وحبه في نفوسهم.