ديوان الوطن
رجاء البوعلي | السعودية
على أكتافي وطنٌ
وفي قبضتي حبٌ وميثاقٌ قديم
حللتُ مُجردةً
بأرضٍ هجريةٍ، مُخضبةٍ أكُفها بسلامِ الطين،
حاملة في بطنِها أسرار الوفرةِ والعذوبة
و لها شمسٌ معزوفةٌ
على ناياتِ الحقولِ وأوتارِ النخيل
||||
أنا هُنا
عجينتي معدنٌ خالصٌ
وهذا وجهي الحافي
وفي عيني حلمٌ شريفٌ
كأمنياتِ العذارى
حزمتُ صمتي بزنارِ الوقتِ
ففاضت عبرةُ الشوقِ
وصرتُ أمشي
وأهذي كسكارى العشقِ
متبوعةً بعيونُ الجيرانِ؛
سيدةٌ شرقيةٌ
مُرفّهةٌ، ولها وطنٌ من دلالٍ
لم تجرب خوضَ الحروبِ
ولا المشي على حوافِ النار
لم تسمعْ طرقَ الرصاصِ
ولم تذقْ أيَّ احتلالٍ غاشم
هانئةٌ تحتَ المظلةِ
وإنْ خَطَتْ
تجاوزت كلَّ التلالِ
وكلَّ أمطارِ الفصولِ
|||
فهضمتُ خبزي اليابسَ
مثلَ طاحونةٍ لا تتوقف عن الدورانِ
وكتبتُ قصيدةً؛
وضعتُ فيها هذا الحبُ الذي لا يعرفُ الحدودَ
ولا تصده الجغرافيا
الحبُ الذي ينشأُ في السماءِ
وينزلُ يحبو بين الخليقةِ
ينمو في دماءِ الأرض
ثم يسافرُ عبرَ الزمن
يعلو منصاتٍ
يهوي
ثم يرتفعُ عاليًا
ليشهده التاريخ
الحبُ الذي يحيَا ويموتُ
في أولِ القصيدةِ وآخرِها
بفعلةِ الإنسانِ
وأنا العابرةُ به مثل طائرٍ
فوقَ الصراعِ
فوقَ الريحِ
فوقَ غيومِ الذكرياتِ
فوقَ الإنسانِ الأولِ
قوةٌ عليا
تدحرُ ما تركه الأبُ
من حصونٍ وقلاعٍ.