حياتنا بين درس و اختبار؛ الأول يعلمنا والآخر يطوّرنا
د. أسماء السيد سامح | مصر
علّموا أولادكم أن ينظروا بحبّ إلى الصّور القاتمة داخل ألبوم الحياة، كونوا فخورين بكل لحظة في حياتكم حتى تلك التي لم تفهموها على وقتها، أشيروا إلى كل اللقطات بعين الحقيقة بعد الوصول، وإن لم تكونوا قد وصلتم للحكمة من كل شيء تمرون به بعد، فأخبروا أولادكم بذلك، لا تجعلوهم يظنون أن حيوات الغير أفضل حالًا من حيواتهم، أخبروهم أنّ كلّ البيوت مغلقة على الكثير من المنغصات والتحديات وأن هذا الكثير هو من صميم كبد الدنيا الذي خلقنا جميعًا فيه، وأنّ من تمام الإيمان أن نؤمن بالقدر كله خيره وشرّه، وأنّ الكثير من الخير يكمن دائمًا في الشرّ ولكن ليس علينا أن ندرك الكمال رأي العين.
قولوا لهم إنّ كلّ الصّور القاتمة في ألبومات أعمارنا هي ناقصة، وأنّها أجمل على نقصانها إذ لم نُخلَق للكشف، قولوا لهم أنّ الدنيا اختبارنا وإنّ النجاة في عدم الانشغال بغير الوجهة، هوّنوا عليهم الصّعاب بأنّ كل شيء بقدر الله وأنّ كل قدر الله خير، ابتسموا لكل اختباراتكم وألبسوهم حسن ظنكم بالله وأنّ كل ما تمرّون به إمّا درس أو اختبار “الأول يعلمنا والآخر يطوّرنا”، فاستسلموا للتطوير عن علم؛ فكل عام يمر من أعماركم بكل ما فيه هو خطوة في اتجاه الحقيقة، والحقائق لا تخلوا من الألم والراحة والحب والبغض والوجع والسكينة، والحزن والفرح.. وطوبى لمن يصل برفقته وهو راضٍ بكل ما مرّ به.