الذّئبُ وَالغَنَم
شعر: د. عز الدّين أبو ميزر | فلسطين
قد دَخَلَ الذّئبُ حَظيرَتَنَا
وَأغَارَ عَلَى شًاةٍ بَيضَاءْ
فَغَضِبنَا نَحنُ فَفَاجَأَنَا
فِي يَومٍ آخرَ حِينَ أغَارَ،
اخْتارَ لَهْ شَاةً سَودَاءْ
وَفَرِحنَا إذ ذَاكَ لِأنّا
شَاهَدنَا العَدلَ بِأعيُنِنَا
وَانقَشَعَ الغَمُّ، وَذَهَبَ الهَمُّ،
وَوَلّى الغَضَبُ، وَزَالَ السَّبَبُ،
وَعَادَ لِحَالَتِهِ المِيزَانْ
لَمْ نُغلِقْ بَابَ حَظِيرَتَنَا
أوْ نَحرُسْ غَلّاتِ البُسْتَانْ
أَنْسَانَا العَدلُ الكَاذِبُ،كُلّ
دَوَاعِي الأمْنِ،
وَأنَّ الذِّئبَ عَدُوُّ الغَنَمِ،
وَمُنْذُ الخَلقِ الأوَّلِ كَانْ
وَالحَالُ سَيَبقَى مَا بَقِيَا
فِي الأرضِ يَعيشُ هُمَا الإثْنَانْ
وَكِتَابُ العَدلِ بِأَيدِينَا
لَمْ نَقْرَأْ مِنهُ سِوَى العُنْوَانْ
وَبَقِينَا مَبهُورِينَ بِهِ
وَقِطارُ العُمرِ يَمُرُّ بِنَا
وَنُرَاقِبُ كَيْفَ العَدلُ يقومُ،
وَمَنْ سَيَكُونُ عَلَيهِ الدَّورْ
وَالهَمُّ الأكبَرُ صَارَ لَدَينَا
كَيفَ بِنَا الأيّامُ تَمُرّْ
وَنَسِينَا كُلّ أصُول العدّْ
وَبِأنّ نقيضَ الزّوْدِ هو النُّقصَانْ
والذِّئبُ يُقِيمُ العَدلَ لَنَا
وبكلّ دَهَاءْ
لَا يَخلُو مِنْ خُبثٍ وَذَكَاءْ
أَفَقَدَنَاالأبيَضَ وَالأسوَدْ
وَبِنَا اسْتَفرَدْ
وَانتَقَلَ العَدلُ إلى الجِيرَانْ