المعادن ودورها في التوزان الكيميائي داخل جسم الإنسان
د. محمد حسن جعفر | إخصائي تحاليل طبية
قال تعالى جلّ في علاه ﴿لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ﴾ [سورة: التين]. وتأويل هذه الآية معناه: لقد خلقنا الإنسان في أعدل قامة، وأجمل صورة، وأحسن هيئة، ومنحناه بعد ذلك ما لم نمنحه لغيره، من بيان فصيح، ومن عقل راجح، ومن علم واسع، ومن إرادة وقدرة على تحقيق ما يبتغيه في هذه الحياة، بإذننا ومشيئتنا. والتقويم في الأصل: تصيير الشيء على الصورة التي ينبغي أن يكون عليها في التعديل والتركيب.. تقول: قومت الشيء تقويما، إذا جعلته على أحسن الوجوه التي ينبغي أن يكون عليها في التعديل والتركيب. وهذا الحسن يشمل الظاهر والباطن للإنسان.
ومن هذه الآية: هيا بنا نطوف نحو هذا الباطن ونعرف عناصره الأوليه،التي يكون من خلالها الإنسان في خليتة الحية، في هذا العالم،عالم المعادن ليتكون سليمة من الناحيتين التركبية والوظيفية.
وإذا سأل سائل: ماهي المعادن، نقول: هي عبارة عن مواد غير عضوية لا يمكن للجسم أن يحضرها بداخله ولكن لا بد من الحصول عليها من مصدر خارجي، وتشكل العناصر المعدنية مقدار 6% من وزن الجسم، وتوجد في العظام والاسنان و الأنسجة اللينة والدم والخلايا العصبية، ودورها أن تحافظ علي التوزان الحمضي القاعدي وتحافظ علي توزان الماء في الجسم، وتدخل في تركيب بعض الهرمونات؛ لأن أساس الصحة هو العمليات الكيميائية السوية.
أما إذا سأل أحدهم: ماهي وظيفة المعادن لجسم الإنسان؟ فنقول اختصارا:
1 – بناء الأنسجه الصلبة والأنسجه المرنة. فأما الأنسجة الصلبة فمنها: (الأسنان والعظام والعضلات ويدخل في بنائها الكالسيوم، أما الأنسجة المرنة فمنها: (بروتين العضلات الذي يحتوي علي الكبريت والفسفور، وتركيب بعض المكونات الحيوية مثل اليود في التيروكسين وعنصر الكوبلت في فيتامين ب 12.
2- تنظيم وظائف الأجهزة؛ مثل تنظيم عملية الضغط الخلوي لسوائل الجسم حيث يوجد ملح الصوديوم في السائل خارج الخلية بينما ملح البوتاسيوم يكون في داخل الخلية، ووظيفة الكالسيوم والصوديوم تتمثل في الحفاظ على التعادل الكيميائي في الدم وتنظيم عمل كهرباء القلب وذلك بوجود أملاح البوتاسيوم في توزان ملائم، كما يساعد الكالسيوم على عدم تخثر الدم.
أنماط تقسيم المعادن
(1) حسب حاجة الجسم إليها
(2) حسب وظائفها الكيميائية والفيسيولوجية
فأما حسب حاجة الجسم غليها فهناك العناصر المعدنية الوفيرة، وهي التي يحتاجها الجسم بكميات كبيرة ويحتاج منها 100جرام يوميا، وهي (الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والفسفور والمغنسيوم والكلورCa p Na K Mg Cl
أما العناصر المعدنية الزهيدة Trace mineral Elements فتكون حاجة الجسم إليها أقل من 100جرام وهي ضرورية للحياة ولا يمكن استبدالها مثل: (كوبالت والنحاس واليود والحديد والمنجنيز والمولبيديوم والزنك والسيلينيوم والفلور) Fe .I .Cu .F .Se. Zn. Ni. Co .Mo .Mn .Cr
3 – المعادن الثقيلة Heavy metal، وهي تشمل مجموعة من الفلزات والمركبات الفلزات الثقيلة التي تؤثر سلبا علي صحة الإنسان وهي(الزئبق والرصاص والكاديوم والألمونيوم والزنخ والبيريليوم) Hg .pb .cd As .Al Ba
والسؤال الأهم هنا: ماهي أدق طريقة لمعرفة مدى نقص العناصر المعدنية في الجسم، وما هي التحاليل الأدق؟
اعتاد الناس عند فحص الدم الكشف عن نقص العناصر في الجسم ولكن في حقيقة الأمر الدم ليس وسطا خصبا لمعرفة نسبة العناصر؛ وذلك لأن الدم عبارة عن وسط سائل لعبور المعادن لبقية أجزاء الجسم، وهو بطبيعته لا يحتمل وجود نسب عالية من العناصر في مكوناته ليبقي محافظا علي توازنه. لذا فإن الدم سيلقي بأي زيادة إلي بقية أجزاء الجسم وخاصة إلي خلايا الشعر لقدرتها علي تحمل الزيادة المخلة بتوازن الخلايا والاحتفاظ بها لمدة أطول. كما إن الدم والبول يكشف عن قراءه لحظية مؤقتة ولفترة قليلة جدا مقارنة بما يقدمه (فحص وتحليل الشعر) من القدرة على الكشف عن وجود المعادن علي المدي الطويل في جسم الإنسان.. فوحدة الدم مول /لتر، بينما الشعر جزء في المليون. كما وضح ذلك د. رامز سعد الكيميائي الحيوي وخبير هذه التحاليل في كندا.
خصائص خلايا الشعر
1- مستقرة قادرة علي العيش لمدة طويلة.
2- موضع تركيز المعادن بنسبة تتراوح عشرات المرات عن تركيزها في الدم. .
3- تحليل الشعر له القدرة علي كشف السموم البسيطة جدا أو المتوسطة بينما الدم لا يكشف إلا عن التسمم الحاد فقط.
4- تحاليل الشعر توفر لنا الكشف عن الخرطية المعدنية للجسم حلال الثلاثة أشهر الأخيرة.