قراءة نقدية في رواية الأسير رقم 1578 للأديب الأسير هيثم جابر

بقلم: هدى عثمان أبو غوش

الأسير رقم 1578، هي رواية ما بين الحب والأسر وأشياء أُخرى،ففيهذه الرّواية يتطرق الأديب الأسير هيثم جابر من خلال حكاية الأسير رقم 1578إلى حال السّجن، ظروفه القاسية،شكل التحقيق مع الأسير،وما معنى الموت وفقد الأحبة،أن يتلقى الأسير خبر وفاة أحد أفراد عائلته خاصة أحد الوالدين،تطرق إلى غياب الخصوصية في السّجن،أسهب في الحديث عن الأحزاب كثيرا، وحملنا قلمه إلى طقوس المناسبات الحزينة وشكل العزاء في السّجن الذي يسوده الاحترام،في التعاطف مع الأسير ومواساته وعدم مشاهدة أو الاستماع لمشاهد مفرحة، وأيضا تطرق لشكل العيدفي السّجن.
تطرق الأديب من خلال الرّاوي وحديث الأسرى إلى عدة نقاط هامّة بالنسبة الأسير منها:سلاح الأمعاء الخاوية وهي كالبنادق يحاول الأسير أن يقاوم من خلال الاضراب عن الطعام لكي يحقق مطالب الأسير،وبيّن معنى الزمن والوقت في السّجن،فالعام في الأسر كما يقول ليس كالعام خارجه،تطرق إلى أهمية مساندة الشعب للأسير خاصة في الإضراب فلا معنى للإضراب دون المساندة،وقد أدخلنا الأديب من خلال السّرد إلى التعرف على المصطلحات الخاصة بالسجن وقد عرّفها في نهاية الرواية،مثل الفورة،البرش،الزندا،الكنتينة وغيرها.
بيّن الأديب من خلال الرّاوي حالة الأسير النفسية التي لا تعرف الثبات،فهناك انفصام الحزن والفرح،كحالة الأسير رقم1578،إذ أنه يعاني من الصراع النفسي،صراعه بالنسبة لعلاقته مع حبيبته خطيبته التي أحبها وخطبها قبل دخوله السجن،كانت الأسئلة تتزاحم في رأسه،يريد لها الراحة مع شريك غيره رغم تعلقه بها،كيف لها أن تنتظر المجهول،أسير محكوم عليه بالمؤبد. وكان صراعه هو القلق على حبيبته من المجتمع الذي لن يقف ساكنا سيحاول التأثير عليها لتتركه رغما عنها. وكان صراعه وقلقه تجاه أمه الذي تركها وحيدة وحنينه إليها. يقول”أمي التي ليس لديها غيري ترى ماذا سيحلّ بها،وهل سيكتب أن ألتقي برأسي بين ذراعيها مدّة أخرى”.
بيّن الأديب جابر مكانة المرأة الإيجابية في المجتمع وعلاقة الأسير بها، أم الأسير وخطيبته الحبيبة،حيث بين مدى عاطفة المرأة الصادقة ومساهمتها في رفع معنويات الأسير. يقول عن صمود ووفاء الحبيبة “حبيبي، السّجن أصغر من أن يفرق بيننا، أنا في انتظارك”. يقول الأسير عن أمه” هي التي من كفيها يقطر زيت زيتون ومطرا”
بيّن الأديب مدى أثر الحب والعشق على نفسية الأسير،بحيث تشعره بالرّاحة وتؤثر على أحلامه،يقول الأسير”ثمة نكهة مختلفة للحبوالعشق في ظلمة الليل”، ويقول أيضا في إحدى رسائله”قمر يزور شباكي فوق أجنحة المكان”
استخدم الأديب جابر في نهاية الرّواية تقنيات الرّسائل،رسائل متبادلة بين الأسير وخطيبته،رسائل بريد القمر،جميلة مفعمة بالمشاعر والشاعرية،فيهامعاني الصمود والوفاء من جهة الحبيبة تجاه حبيبها رغم صعوبة موقفهاكامرأة،إلا أنها أبت أن تتركه وحيدا لأنها أحبت بطلا.
تبقى علاقة الأسير بحبيبته مفتوحة،والسؤال الذي يطرح ما مدى صمود تلك العلاقة وتأثير المجتمع،وهل الانتظار هو الصواب أم الفراق،أسئلة صعبة ما بين الحب والأسرّ.
^^^

صدرت الرّواية عن مكتبة سمير منصور للطباعة والنشر،وتقع الرّواية في 304صفحةمن الحجم المتوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى