أدب
من كلام أبي علاء المعرّي إلى بعض الشّعراء
بقلم: د. أسماء عبد اللطيف حمد
لا أعدم الله الشّعراء إرشادكَ، ولا الملوك إنشادكَ، فطالَ ما غُذيتَ من الأدب بأخلاف، وحدوث في آثار قوافٍ.. ولو سكنَ بيت أحد لسكنته، وشوقي إليكَ شوق الأعرابية إلى الثمام، والحمامة إلى الهديل المفتقد من الحمام، وقد بلغتني أبياتك.. ولا يخاف انقراضه فيجدد بنظام القريض ، وأحسبك إن استطعت، فما تحضر القيامة إلا بأبيات حسان، تتقرب بها إلى خزنة الجنان، وقد حدّثني الثقة أنّك رغبت في النّسك، وغدوت بحبل الثقة شديد التمسك، وأصبحت كما قال أعشى بكر: وإن أخاكَ الذي تعلمينَ ليالينا إذ تحلُّ الجفارا تبدّلَ بعد الصّبيّ حكمةً وقنعهُ الشّيبُ منهُ خمارا
وسيدي فلان لو قدر أن يجعل هذه الدراهم في وردك من عنده لجعلها، أو أن يبدلها دنانير لبدّلها، وأنا أخصك بسلاميلقاك بأنوار مضية ، وتحيةٍ روضية، واستودعك ربي.