أدب

ويعطشُ الماءُ للماءِ

آمال القاسم / الأردن

مُنْذُ عبَرَتْني تُفّاحَتُكَ الأُوْلَى
وأنا أنفخُ بكَ في روحي ؛
أزرعُكَ جنّةً في مُنتهاي ..
أُموسِقُكَ في دروبِ الأوفِ،
وأُدَوْزِنُكَ في حقولِ
الميجنا والناي..

منذُ شربتُ نخبَ عينيكَ ،
وأنا أُخِيْطُ الْماءَ أوزانًا وشُطآنًًا ..
بمِسلّةِ أهدابي
كَيْ أرتِّبَ مدائنَكَ في ظمئي
وأصبَّك شعرًا في أكوابي ..

ومنذُ صَلَبَني الرّبُّ
في خمائرِ النّون ،
وذاك الغارُ يمضي إلى ملحي ..
يتحسَّسُ ذؤاباتِ الغيمِ ..
كما ظِلُّ نبي ..
يقيمُ في كفّي،
ويدثّرُ خوفي ..
الغارُ _ يا حبيبي_ لا يقرأُ ؛
شفَتاهُ مِنْ صَخْرٍ وغيابْ ..
لم يتذوقْ شعرَ المجانين
ولا يعرفُ عبقرَ ولا عنترَ ..
لمْ يرقصْ رقصةَ زوربا ..
ولا يجيدُ فلسفةَ الإغريق
لم يُصغِ إلى لوركا ،
ولمعزوفات ياني الشّهيرةِ ،
ولا يقرُبُ أَرصِفةَ الشّمسِ ،
ولايطاردُ رملَ الرّوح المتصحّرَ ..
بيدَ أَنّهُ يفقهُ
هسيسَ الشغف ،
وكيفَ يصهلُ الندى
في خدِّ الوردِ ..
وكيف _ مِنْ وَلَهٍ _
يعطَشُ الماءُ للماء .. !

سَكْرة القمر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى