أدب

مقبرة  الغزاة

أنا ابن الرافدين

شعر: علي الخفاجي

وماشَعبُ العراقِ دُعاةَ حَربٍ
و لكنْ  من  يُدانيهمْ  حِرابا
///
ولم أُخبِركَ عن غزوِ  الأعادي
وكم فقدَت عَساكرُهمْ  صِحَبا
///
إذا    الدنيا    أعانتهمْ   عَلينا
هَدانا     اللهُ    أفكاراً  ضِرابا
///
نَعم  نيلُ  المطالبِ    بالتمنِّي
و لكنْ شرطها  وَجَبت  صَوابا
///
وما الدنيا غِلاباً  حَسبَ  قولٍ
ولكن   تُؤخَذُ  الدنيا   حِسابا
///
وما اسْتَعصَوا عَلينا حَيثُ أنَّا
بلا   سَيفٍ  يَهابونا        رِكابا
///
إذا رمنا المَطالبَ جِئنَ  سَعياً
أمانينا    وما  جَاءَت   غِلابا
///
فتعرفنا  المطالبُ  إن  شَزَرنا
بقصدٍ  أو  بغيرِ   القصدِ   نَابا
///
فسمعتنا  تَجلَّت  في  صَداها
أقاصي المشرقينِ  عَلت قُبابا
///
بلا  سُؤلٍ    سَتنبيكُمْ   قلوبٌ
إذا ما  الثغرُ  قد فقدَ  الجَوابا
///
بأنَّا   لو    تمنينا    الأماني
أتَتنا  الأرضُ و الدنيا    رِغابا
///
ولو نَطَقَت مَصارِعهُمْ  صَواباً
لقالت بيضُنا  أمضى صَوابا
///
سلو كلَّ   الأعَاجمِ   ينبؤوكمْ
سلو الأتراكَ و الرومُ احتسابا
///
لقالَ    الجمعُ   أنَّا  قد  تَركنا
جُيوشاً   بينَ   أجداثٍ   تُرابا
///
فَفي أرضِ  العِراقِ  لنا   غُزاةٌ
وما  تركَ  العراقُ  لهمْ رِقابا
///
ولو يُخفونَ جُرحاً ما  توارى
لقالَ   الطعنُ   آثاراً   خِضابا
///
فكلُّ غزاةُ  جيشٍ  راحَ  نَثراً
بلا وزنٍ   و  قافيةٍ    سَرابا
///
أنا ابنُ  الضاربينَ  بلا سُيوفٍ
أناابنُ الموتِ والساقي العَذَابا
///
أنا ابنُ  الرافدينِ تُراكَ  تَنسى
مَليكُ الكلِّ  ما كنتُ  انتِسابا
///
يـَشيخُ  الكلُّ  إلا  ذاتَ نفسي
قويٌّ  جُدِّدت  روحي   شَبابا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى