أدب

لازلت أظن أن الحرية زرقاء

مها دعاس | ألمانيا

كانت المدينة العتيقة كلها تنام في قلب الصحراء ،بين تقلبات الرمال وأجنة الريح
وأمزجة الليل بعد أن اختمر في جرار التراب .
كانت عيون القلعة تظل ساهرة تلهم الغيم
بشرى قصائد المطر
كانت الغزلان تطير توقظ البرية
لتحضنها الشمس وأسراب الحمام
الشمس كانت هوية
وكانت أجنحة الحمام لغة الحرية الضائعة
ورفرفتها حلمي الكبير
كنت أهرول وحيدة بين الأحلام الصغيرة هناك
ألهو مع رائحة زهرة ظننتها حديقة
لطالما حسبت الجنة تسكن آخر النخلة
وأن التمر مقطوف من شفاه زنوبيا والرمان من خديها
أن الجبال حاكت فساتينها والخزامى طرزها
عطرها منقوع الزعتر البري والريحان
ونجمتان قرطاها
تاجها الذي صاغته أشعة الشمس مدفون تحت ظل زيتونة
جذورها لا ترحل
كنت ألهو مع عشبة جعلتها غابة سنديان و أستعير صدى أغنية لشباك مفتوح على البساطة أو كتاب قرأته خلسة
وكنت أغرق في عزلتي مع أغنية تمرن ساعات النهار على الطريق بينما صوت السكون يراقص براءة كل شيء
ويستحوذ على زرقة السماء
وكأن كل حجرة قصيدة تجلت وخلقت لي من كل حرف فضاء
لازلت أظن أن الحرية زرقاء ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى