أدب

الوقت مناسب للسرقة والمتعة

بقلم: المصطفى المحبوب
حاولت القيام بأشياء جد مغربة دون فائدة قمت بتعديلات شتى كي أسعد الشجرة المقيمة بجانبي خلعتُ أسناني الساقطة وعوضتها بأخرى ناصعة ..
غيرت خادمي بخادمة جميلة، تكفلت بشراء أغراض البيت التافهة، وإتلاف كل الأشياء التي تقفز دون إذني، قمت بإعفائها من خدمة الطبخ لأني أتقنتها من زمان، أما إخراج الأزبال فكان أجمل شيء أقوم به، كنت أرى أنها خدمة لا تهين الشعراء  …
رغم كل هذا ترنحت وأخبرتني
بأن الوقت غير ملائم للقبل ،
غير مناسب لمداعبة الشعر ،
غير مغر بانتصاب تشبيه ،
أو الفرح بقوام قصيدة تحب اللعنات ..
أكثر من هذا أصبح الوقت يعيق حركة الشفاه التي تود الوصول إلى مدفئة أو الفوز بكأس شاي أو زنجبيل …
أعلم أكثر من هذا ..
حتى الكلام أصبح غير مناسب
لكني سأمنحها فرصا أخرى ،
سأرغم جارتي العاقر أن تتدخل من أجل عقد هدنة أو مصالحة مؤقتة، ربما وجودها بجانبي يجعل قلبها يرق فتعيد النظر في حماقاتي القديمة ، وتمدني عقد السحر الذي يلف عنقها، عقد السحر الذي سيرغمها على الركوع تحت رجلي رافضة حلول الفقهاء وتكهنات العراف والمنجمين، بل رافضة كل ما اتفق عليه سادة القبيلة.. سأحاول مرة أخرى وسأقوم بتعديلات بسيطة :
كأن أمشي حافيا وسط حومتي القديمة أو أرمي كل كتبي من نافذة بيتي أو أصرخ بشكل غريب وسط أفراح سكان الحي الذين ظنوا أن طرد اللقيطة كاف بجلب الكهرباء ومؤونة الأعوام المقبلة ..
لم أنس وعودي رغم ليلة السكر الأخيرة ، لم أنس الغناء الذي صنعناه معا ونحن نتحسس آخر الدراهم المتبقية في جيوبنا، لم أنس سندويتشات التشرد التي صاحبتنا سنوات عديدة ..
لن أصرخ هذه المرة، سأحاول الإستفادة من دروس التربية التي تعلمتها…ربما أتمكن من إقناعها بأن الوقت الآن مناسب فقط للسرقة والمتعة …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى