أدب

وانقطع الأنين

شعر: د. عباس الطائي
     ملاحظة: تأخرت هذه القصيدة عن الحدث، لسببين:السبب الثاني:لعطل حدث في جهاز هاتفي المنقول، ومشاكل في الانترنيت، والسبب الثاني: تجدونه في القصيدة:

يعاتبني العذال مالك صامت
وقد دمر الزلزال خَلقًا بلا حصرِ

***
وقد ضجت الافلاك من هول هزة
بها الأرض مادت كالمهاد لدى الحشر

***
فهدّمت البلدان حتى كأنها
أعادت إلى الأذان قنبلة الذر

***
أعادت هروشيما خرابا ودمرت
شواهقَ أمست للمساكين كالقبر

***
ففي تركيا منها الحواضر دُمِّرت
كأنَّ بها يومَ القيامة والنشر

***
فمات ألوفٌ من أناس ومن نجا
إلى أين ينحو،والثلوج به تذري

***
حرائق شبت في البلاد فأحرقت
بيوتا بمن فيها من الأهل والذخر

***
وقد أخرجوا مما تهدم طفلة
تنادي أيا أمي ويا أبي في ذعر

***
وأسرتها تحت الركام، أنينُها تقطع

والأرواح فاضت،ولا تدري

***
وفي الشام أهلونا أما تدري ما جرى
عليهم من الزلزال من حادث وعر

***
نساءٌ وأطفال،عذارى وشيبة
همودٌ بما تحت الركام من الصخر

***
هنالك أطفال تموت من العرا
وجوعٍ وبردٍ والثلوجُ على الظهر

***
تقطعت الأسباب فيهم وقد طغت
عليهم سيول،ها هم الآن في حصر

***
هلموا أعينوهم فقد مسهم به
من الضُرّ ِ ما فاق الخيال لدى الذكر

***
وعاد يلوم العاذلون بقولهم:
صمتّ َ،فلم تصرخ ببيت من الشعر

***
فقلت لهم:مهلا،إذا كنت صامتا
فقد كنت أصغي للأنين من القعر

***
عساني من الأنقاض اسمعَ أنّة
لطفل،فادعو الكون في حملة يسري

***
ولا من أنين عاد يسمع في الفضا
فعدت وجيب الشعر شُقُ إلى الصدر
***
وكنت برغم الصمت ارقب ماجرى
بعينيَّ في التلفاز في فاقد الصبر

***
وليتني فارقت الحياة ولم أرَ
وجوها أغالتها الطبيعة،كالبدر
***
أجل، إنها الأقدار مكتوبة على
جبين بني الدنيا ولابد أن تجري

***
أقول وإن جلَّ المصاب وهالنا
سيُجلى بعون الله ما هال من أمر

***
ولكنَّ ظلمَ الحاكمين زلازلٌ
تُعود ارتدادا كل يوم من الغدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى