الشريف محمد بن راضي الحسيني | مكة المكرمة
تطارحني نفسي الهوى فالهوى جُنْدُ
فينتابني من كلِّ سابغةٍ وِرْدُ
****
ويمعنُ سعيًا للمحبّينَ ناقهي
لألفي الذي أصفيتُه خانه وجْد
****
وتمضي بنا الأيامُ سَلاًّ طريقُها
تكدّرها في كلِّ آونةٍ غُمْدُ
****
ويخفقُ عزْمٌ قد تمادى بطوْلِه
فأرخي له شأوَ العلى فالعلى تسْدو
****
متيّمتي تبتزُّ بالمينِ خافقي
فأعطي جَبَا فالحبُّ ليس له حدّ
****
وأعرضُ عنها والوفاء سجيتي
فلا عن قلى لكنْ تمادى بي الجَدُّ
****
وأما الذي أهوى الهوى لجلالِه
فذو رُتَبٍ ما طالها الحصْرُ والعَدُّ
****
له كلُّ حبِّ المخبتينَ وشوقِهم
فكلُّ جَمَالٍ من شمائلِه يبدو
****
أمينُ الهدى خيرُ الورى فيلقُ الدجى
ومنزلةٌ ما نالها في الملا عبْدُ
****
وهيهات شعرٌ أن يحيطَ كمالَه
كما النورِ نورِ الحقِّ في الكون يمتدّ
****
فبحرُ بني الزهراء يحكي معينُه
خلالَ العلا إنْ شابَ قافيةً كدُّ
***
سأجعل مدحى للأباةِ من الألى
لهم في سماء المجد إن نسبوا طوْدُ
****
طفقتُ بزندِ الفكرِ أبغي إوارَه
فلاقيتُ مجْدا للعلا إثْرَه مـجْد
****
وإنّي وإن ألفيتُ شعري قاصرا
لأعذرَه، والجزرُ يعقبه مدُّ
****
فمن يبتغي شعرا يفيض بهاؤُه
يدبّجُه ذكرا بفضلٍ له رأْدُ
****
مكينٌ لدى الأبرارِ إن جاءَ نعتُه
فكلُّ سويدا المكرماتِ له رفْدُ
****
هُمامٌ له الأبياتُ تأتي مجيدةً
كما ارفضَّ غيثٌ بعد ما ابتسم الرّعْدُ
****
كما نائفِ الأفضالِ مستودعِ النهى
لينبيك أنّ الفضلَ يتبعه حمْدُ
****
يصول بسيف الصدق يندى فَقَارُه
حمائله التقوى وحكمته الغمْد
****
فإنّ بلادَ الشرعِ تعرفُ سمتَه
وإن فاه جاء المنطقُ الجزلُ الجَدُّ
****
فحكمُ ولاةِ الأمرِ شاهدُ فضلِه
فمن كابرٍ عن كابرٍ ناله ودُّ
****
له الجاهُ في عوصِ المواقفِ ينتضى
لتُلفى له في كلِّ مكرمةٍ جُنْدُ
****
وهذا المسا المزدانُ، فاطمُ أُسُّه
تأرّج إكبارا فباركه المجْدُ
****
فكلُّ بني الزهراء يا خيرَ مُكرمٍ
أتوك على حُبٍّ طويّتُه سعْد
****
غُبيّةُ في هذا المساء سعيدةٌ
بجمعِ صفا، طوْدُ الجمالِ له مهْدُ
****
بنو حسنٍ وآلُ الحسينِ توافدوا
لتقديم آيات الوفا فالوفا عهْدُ
****
26 جمادى الآخرة 1444
الموافق 19يناير2022