أدب

هروب المعنى

شعر: عبد الصمد الصغير

أُشَيِّدُ في انْشِطارِ الشِّعْرِ دارا
لِأُسْكِنَ في قَوافيهِ الْعَذارى

***

أُدَوِّنُ فيهِ أَحْلامي وَفَنّي
وَأُظْهِرُني نَبِيّاً مُسْتَعارا

***

نَذَرْتُ رِسالَتي لِلْحُبِّ ديناً
وَمِنْ بَعْدي الْهَوى يَبْني مَزارا

***

أُخايِلُ حُلْوَتي السَّمْراءَ بَدْراً
ظَلامَ اللَّيْلِ تَقْلِبُهُ نَهارا

***

وَأُخْرِجُ مِنْ عَناءِ الرُّوحِ جِنّاً
وَأَمْضي حَيْثُ ما الْمَعْنى تَوارى

***

أَرى الدُّنْيا خُرُوجاً مِنْ دُخُولٍ
وَنَعْشاّ في عَناوينِ الحَيارى

***

أَنا الْمُلْقي كَلاماً مِنْ جُنُونٍ
وَمِنْ حُلْمي الَّذي مَلَّ انْتِظارا

***

دَمي يَغْلي حَبيساً في ضُلُوعٍ
وَفي نَبْضي الْأَسى يُبْكي هَزارا

***

أَيا وَيْحي وَيا عُمْري قَصيراً
يُزَيِّنُ لي صَحاريهِ اخْضِرارا

***

ظَنَنْتُ إِقامَتي بِالْحَياةِ زَرْعا
سَأَحْصُدُ في ذَراريهِ الثِّمارا

***

أُطارِدُ دَيْدَناً يَهْتاجُ قَلْبي
أَيا قَلْبي كَفى ما قَدْ تَوارى

***

بِدونِ الْحُبِّ أُصْبِحُ دونَ شَيْءٍ
وَلا أَرْضٍ أَرى فيها الدِّيارا

***

وَدُونَ الْأَهْلِ لَسْتُ سِوى غَريبٍ
عَلى دَرْبِ النَّوى يُسْقى الْمَرَارا

***

أُعيدُ حِسابَ أَنْفاسي وَنَبْضي
لِأُشْهِدَني حَمى وُدّاً وَزَارا

***

أَلُوذُ بِخالِقي خَوْفَ التَّرائِي
وَأْنْذِرُني لَمَنْ شَقَّ الْبِحارَا

***

سَأْمْنَعُ عَنْ رِفاقي كُلَّ حُزْنٍ
بِهِ الْأَيّامُ قَدْ بَكِيَتْ مِرَارا

***

وَأَحْبِسُ في فُؤادي أَيَّ دَمْعٍ
وَأَطْلُبُ مِنْ أَذى الْقَلْبِ اعْتِذارا

***

سَـأَرْمـي نَـبْـضَهُ الـشَّرْقِيَّ غَـرْباً
لِأَجْـعَـلَـهُ كَـما طَـيـرٌ فَـطــارا

***

فُـأُرْسِـلُ في تِـباعِ الـنّاسِ قَلْبي
وَرُوحي فيهِمُ تَنْوي اعْتِمارا

***

تَـقُـومُ بَـواعِـثُ الْإيمَـــانِ مِـنّـي
إِذا نَبْضي عَلا خَدِّي احْمِرَارا

***

وَيَـجْتاحُ الْحَنـينُ سُكونَ قَلْبي
كَبُــرْكـانٍ رَمــى حِـمَـماً وَنَـــارا

***

لِيُـخْرِجَ مِـنْ لَـهيبِ الـنّارِ عِشْقاً
فَيَـنْعَتِـقُ الَّـذِى مَــلَّ انْـحِسـارا

***

أَرُدُّ إِلـى أَحـاسِـيسي بَـريـقاً
وَأَحْـقِنُ فـي دَمِـي حُـلْماً تَوارى

***

كَما قَطَراتُ ماءٍ في مَصيفٍ
إِلى مُزْنِ السَّما طارَتْ بُخَارا

***

لِمـــاذا لا نُـبـالِي حَيْثُ تَبْدُو؟
عَـلامـاتُ الَّـتى تُـؤْتي ثِـمارا

***

فـهـلْ أَحْـتـاجُ تِـرْيـاقاً لِـعُمٔـري
لِأَحْــيـا عِـنْـدَ ذِكْـرٍ مـا تَـوارى

***

لِـتُظْـهِـرَ بَـسْـمَتي أَفْـراحَ قَـلْـبي
وَفِـي الْإِقْـدامِ تـتَّـخِـذُ الْـقَـرَارا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى