أدب

وصفة للحب الحقيقي

د. أسماء السيد سامح 

بريء هو الحب من تصرفات العاشقين، تشوهت مفاهيمه حتى صار الكل يعتبره خرافة أو غير موجود أصلا، الحقيقة أن الحب ليس خرافة و لاكذبة،بل القلوب الصادقة التي من المُفترض أن تكون مَهدَ ومنبع هذا الحب الصادق هي نفسها أصبحت غير موجودة، فهي إما كاذبة أو خائفة أو مريضة بالنقص والغيرة والحقد، أو مجروحة جراحا أعمق من قدرتها على الشفاء.
الحب حتى يُزهر، تحتاج بذرته أن تزرع في قلوب نقية، صافية، معطاءة، قلوب مهما كُسرت وجُرِحَتْ يبقى معدنها الأصيل أصيلا، تسمو بنورها فوق ظلمات الخذلان، تعرف دائما أن تحب بالطريقة الصحيحة..قد تسقط كثيرا في شباك ناس تستغلها و لا تُعطيها قدرها، لكنها لا تتغير بل تتعلم ألاَّ تعطي من ينابيع حبها الصافية إلا للمُستحقين بجدارة.
الحب موجود و حقيقة، لكنك سوف تجد دائما ذلك الحب الذي يمثل مفهومك انتَ للحب، والذي يعكس تراكماتك و مخاوفك ونيتك ونُضجك وتقديرك لذاتك .
الحب ليس ذلك الصراع من أجل السيطرة، وليس أن تتملك شخصا كأنك اشتريته وهو في بطن أمه، وليس مصالحا تستنفع بها دون مراعاة للآخر …الحب ليس عشق تلك القشور التي تتمثل في المال و الجمال والجاه، الحب أعمق بكثير ..الحب لن تجده أبدا في السطحيات بل في الأعماق الصادقة التي أَدْرَكَت أن الحياة الحقيقية ليست تلك التي نقضيها لهاثا وراء مظاهر نموت تعساء على عتباتها.
الحب هو ذلك الذي نمنحه دون شروط، لأنفسنا، للناس، للطبيعة، للمخلوقات الأضعف منا، للكون بأسره، الحب هو ذلك السر الإلهي الذي إذا زُرع فينا جذب إلينا حب العالم، و توأم الروح الحقيقي، والأجمل من ذلك كله أن نعيش مدركين اننا لا نجد الحب إلا إذا كنا منابعا له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى