أدب

ديمقراطية سومر

د. نجاة الجشعمي| العراق

ديمقراطية سومر.. ماتتْ…
وما قرعوا لها نَاقوسَ موتٍ
ولا شيّعوها في الجنازاتِ العتيقةْ

ماتتْ…
وما بكتِ الصحفُ الكبرى عليها
ولا نكّستْ لها الشاشاتُ راياتٍ أنيقةْ

ماتتْ…
وكانتْ في المدى وعدًا جميلاً
كأنَّ الحلمَ في عينيها حديقةْ

قالوا: “الشعبُ مصدرُ كلِّ حكمٍ”
فأينَ الشعبُ؟ أينَ النبضُ؟ أينَ الحقيقةْ؟

باعوها في مزادِ الخوفِ جُبنًا
وصارتْ سلعةً تُهدى رقيقةْ

تُدارُ الآنَ من خلفِ الستائرْ
بأيدٍ لا تُرى… سوداءَ ضيقةْ

تُزيِّنُ وجهَها الأقنعةُ حتى
تُخفي في المدى طعناتِ خنجرْ في الرقيقةْ

تُصفّقُ باسمِها الأبواقُ زيفًا
وتُسقِطُها الجموعُ المستضيئةْ

فلا صوتٌ يُعانقُ فيه حرٌّ
ولا رأيٌ يُقالُ بلا وثيقةْ

كأنَّ الحرفَ صارَ جريمةً تُجزى
وكأنَّ الرأيَ فينا صارَ نُكتةْ مُستهلكةْ

كأنَّ الصندوقَ تابوتٌ صغيرٌ
يُوارى فيهِ صوتُكَ.. والرفيقةْ

فيا ديمقراطيّةَ الأمسِ، اعذرينا
فقد خُنّاكِ… لا عذرٌ.. ولا شفقةْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى