مقال

قراءة ذاتية في مصطلح فك الارتباط

د. قاسم النفيعي

مصطلح (فك الارتباط) ظاهره العذاب،وفي باطنه الرحمة. والمثور له منذ الوهلة الأولى. يتبادر إلى الذهن البشري عدم التكلم به. كونه مزعج.وعند البعض مقرف. وخاصة معشر النساء. وثمة كلام، وتخريج، وتحليل، وتثوير، متعدد الجوانب، والأركان. ولست بصدد استعراض المصطلح كدراسة تأصيلية. ولكنها رؤى تكمن في وجهة نظر:

فك الارتباط: لا أعني به فسخ خطوبة،أو عقد زواج، أو عقد شراكة، أو أي عقد من العقود. وإنما أعني به (التحرر) ولفظ (التحرر) واضح بمبناه،ومعناه.وهو عبارة عن فك القيود. والبرتكولات،والعهود،وما من شأنه يظلم،أو يستعبد، أو يستبعد، أو يهمش،أو يجهل، أو يتسبب بسبب ذلك الارتباط جل أنواع الاضطهاد، أو تشل حركته سياسيا، أو اجتماعيا، أو اقتصاديا، أو علميا، ويتم رميه في سلة المهملات. أو السطو على خيراته، وممتلكاته، وبنيته التحتية، وهلم جرا. أو تنتهك سيادته، وكرامته، وحرية التعبير، وتحطيم إنسانيته،وأفراده، ومجتمعه،وزرع الفتنة، وتوغل الصدور بالحقد،والأنانية والحسد وعليه قس من المبررات،واختلاق الاعذار لتمرير والسماح بكل ما من شأنه يطمس معالم حضارة شعب أو أمة، أو يمتهن طفل أو أم أو خالة، وليكون من الخدم أو السادة. وكلنا لآدم وآدم من تراب، والمعيار التقوى.
ماسبق يعد بوابة الشروع ما أود دلوه،وأغترف غرفتين بيدي .فمن قرأ وتذكر واعتبر فهو مني،وأنا منه،ومن لم يقرأ فلا كيل له عندي ولا يقرب.
الحقيقة:
ثمان سنوات عجاف، ونحن نعاني حصار بر،وبحر،وجو، ومصادرة الحقوق والحريات، ونهب للثروات، واستقطاع المرتبات، وانتهاك لسيادة وكرامة (بلدة طيبة ورب غفور) وعدوان خارجي،وداخلي ،وكما نعاني فرقة،وانقسامات، وضياع،وركود تجاري، وغلاء أسعار وجشع تجار، وأستأساد طبقات دون أخرى. وأناس من أصحاب الجنة، وآخرين من أصحاب النار، فعلى هذا المنوال ،والمعيار، فأني أدعو الله أن يفك ارتباطنا من هؤلاء العوام، ومن كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب. ومن كل جهة متنفذة خارجية أو داخلية، ومن جل المنظمات والتنظيمات،والأحزاب،والطوائف،والإنتماءات،وكذا الولاءات.

أيها العاقلون.أيها الناصحون ألا هبوا، وأنووا نيات حسنة، وأخلصوا لله الواحد القهار، في أن يفك ارتباط اليمن السعيد من كل ماذكر سابقا. واتركوه يازعامات خارجية،وداخلية، ويا أصحاب النفوذ، والمصالح المشتركة. وإلى كل يمني غيور وهو ضمن قائمة طرفي المعادلة ،فكوا ارتباط وطني من الاحتلال والعدوان،والحصار. عودوا إلى رشدكم. وحكموا فيكم كتاب الله. وافتحوا ميدان الانتخابات .ومن كان الأجدر يتقلد حكم اليمن،وتنتهي الفتن، ونصبح لحمة واحدة. وكجسد واحد. طفح الكيل. أيها السادة والقادة. وطني جريح،ومثخن بالجراح. ونحن منهكين كفاح، ولا سمعنا خبر عن الرواتب فاح، أرحموا شعبكم فقد كثرت فيه العلل، والأمراض، والورم، والرياح. والمظفون يعانون النوم، والأرق، والسهر والتفكير من المساء وحتى الصباح. ولم أجد من يسألني مالك ياصاح؟؟ ألا اتقوا الله فينا. وها نحن على عتبات شهر كريم، وهو أعلم بالظالمين. إن أحسنتم فلأنفسكم،وإن أسأتم فعليها. وماربكم بظلام للعبيد. راجعوا حساباتكم مع الله.ثم حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا. والله غالب على أمره. اللهم إني بلغت اللهم فأشهد. وأتبرأ مما فعله السفهاء فينا. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى