عَزْفٌ بِلا أَوْتار
عبد الصمد الصغير | المغرب
إِلَيْكِ نَبْضي فَهَلْ يَدْنُو وَهَلْ يَصِلُ؟
طالَ انْتِظاري وَعَنّي كِدْتُ أَنْفَصِلُ
***
اَلـشَّوْقُ مُسْتَـطَلِعٌ صُبْـحي وَمُنْتَظِرٌ
وَاللَّـيْـلُ في رَكْـضِهِ، مِـنْ لَهْـفَتي عَـجِلُ
***
اَلْعِـشْـقُ قَـبْـلَ طُـلـوعِ الـصُّـبْحِ يَتْـرُكُـني
أَبْـكـي، وَمِـنْ لَـوْعَـتـى يَطْفو فَيَنْفَــصِـلُ
***
يـا أَيّهـا اللَّـيْـلُ يا عَـزْفـاً بِلا وَتَــرٍ
كَيفَ الْهَوى في دُعاءٍ؟ كَيْفَ يَبْتَهِلُ؟
***
هَبْ لي سَبيلاّ، وَقُلْ أَيْنَ انْتَهى أَمَلي
قْـلْ لـي كَـلاماً إِلـى الْـغاياتِ يَنْـتَقِلُ
***
وَكُـنْ إِلى الـصُّبْحِ مَـوْصُولاً لِتَحْـمِلَني
عَـنّي وَعَـنْ مُضْـنِيـاتٍ كَـيْـفَ تُـحْـتَمَلُ
***
وَوَحْــدَتي فـي مَـلاذِ الْمُفْـرَداتِ رَأَتْ
حُـزْني، وَحُـزْنُ جَميـعِ الـنّاسِ يَكْتَحِلُ
***
وَإِنَّـنـي لَـم أَزَلْ فـي الْعِـشْقٍ مُعْـتَكِفاً
وَالْـقَلْـبُ في نَخْـبِهِ مِنْ سَكْـرَتي ثَـمِلُ
***
وَدَمْـعَـتـي جَـذْوَةٌ أَطْلَقْـتُـهـا حِـمَـمـاً
مِـنّـي، إِلـى جَــذْوَةِ الْأَشْـعـارِ تَـنْـتَقِلُ
***
يـا مَـنْ تَراءَيْتِ في وَمْضاتِ أَخْيِلَتي
كُـونِي حُروفي وَكُونِي حَـيْثُ أَنْشَـغِلُ
***
كُـونـي وُجـوداً لِـهذا الْقْـلْبِ، أَعْرِفُهُ
وَابْقَيْ لِأَحْيا فَفي رُوحي الْهَوى عَطِلُ
***
كُـونِي ضِـيـاءً لِـرُوحي، كيْ أَراكِ بِـهِ
هَـيّا اظْهَري، أَطْـلِقي لي كُـلَّ ما يَصِلُ
***
إِلَـيْـكِ يـا حُـلْوَتـي يا نُـورَ أَوْرِدَتي
دَعـي دَمـي بِــكَـلامِ الْـحُـبِّ يَغْـتَسِلُ
***
فَـالْـعَيْنُ تَـذْرِفُ دَمْـعـاً كُـلُّهُ أَلَـمٌ
دَمْـعـي إِذا فاتَ خَـدِّي أَيْـنَ يَـنْسدِلُ
***
تِلْكَ الْدُّمُوعُ الّـتي يُسْـقَى الْفُـؤادُ بِها
عَيْـني بِها تَـكْتَوي حُـزْناً وَتَكْـتَحِلُ
***
يا أَنْتِ، قَدْ صِرْتِ أَوْزاراً عَلى كَتِفي
طالَ انْتِظـاري فُـقُولي كَيفَ لي أصِـلُ