مقال

جراح الأطفال الخمسة

د. أسماء السيد سامح
عدد قليل يمكن احصائهم من أولائك الذين لديهم طفولة حرة محدودة حيث أن جميع الناس خلال الطفولة بدرجة كبيرة أو أقل، بطريقة أو بأخرى كان لديهم تجارب ممتعة أو غير سارة، واحتياجات غير ملباة أو أعمال غير مكتملة ورغبات. إذا لم نواجهها ونحلها فسوف ترافقنا طوال حياتنا مما يؤثر في أغلب الأحيان على احترامنا لأنفسنا، وبالتالي على علاقتنا بالآخرين هذة التجارب المؤلمة سميت بالحسرات وغالبا ماتكون تجارب عاشها الأطفال مع الآباء أو البالغين القريبين والمهمين من حولهم.

جرح الرفض”:

البالغ الذي يعاني من هذة الاصابة مر بتجارب الرفض في الطفولة وسيميل الى رفض الأخرين ومنع نفسة من التجارب الممتعة والناجحة والتردد بسبب الشعور العميق بالفراغ الداخلي والاعتقاد الخاطئ بكونهِ قليل القيمة ” من ثم يتهم الأخرين برفضه. ودون أن يدركوا هم ذلك، هو الذي يعزل نفسه وبذلك يخلق دائرة مفرغة له.

جرح من الهجر”:
تصبح الوحدة أسوأ خوف لأولائك الذين عاشو التخلي عنهم في الطفولة، ولذلك يصبح جرحهم هو الفراق ، من عاش التخلي سيميل الى التخلي عن المشاريع والأزواج والاصدقاء او حتى من لم يقرب منهم اكثر او خاف من الاقتراب منهم، حتى يدرك نقصهُ ويتحمل مسؤلية حياتة ووحدتة، ودائما من يعاني من جرح الهجر لديه قاعدة وهي يجب أن أتركك قبل أن تتخلى عني.

جرح من الذل :”
البالغون الذين مرو بتجارب من جميع أنواع الاعتداء بما في ذلك الاعتداء الجنسي ، أو جربو الاذلال أو المقارنة أو السخرية أو الخجل بسبب مظهرهم الجسدي ومواقفهم أو سلوكياتهم أثناء الطفولة، غالباً ما يحملون هذا العبئ على أكتافهم وفي معظم الأوقات يكونون كائنات غير أمنة وخجولة ومترددة الذين في أعماقهم يشعرون بالذنب ولا يعتقدون أن لديهم حقوق أساسية ويمكنهم حتى أن يشكوا في حقهم في الوجود .

جرح الخيانة :”

البالغ المصاب بجرح الخيانة سيكون شخصاً مريباً ، لأنهُ يعتقد أنه لا يجوز له أن يثق في أي شيئ أو أي شخص. وأكبر مخاوفه هي الأكاذيب وسيسعى دون وعي لأشراك نفسه في مواقف سيتم فيها خيانتة بلا أمل ، تحقيقاً للنبوئة التي أمر بها بنفسه (لاتثق في أحد فالجميع يخون) ومعظم الناس الذين يمرون بهذا الجرح لديهم تجارب الخيانة في الطفولة.

جرح الظلم”:
تجربة الظلم هي أشد قسوة ومن أصابهم جرح الظلم يمكنك تحديد من عاشوه في الطفولة من خلال ملاحظةردود أفعالهم العصبية الغير متناسبة على موقف غير عادل موجه لهم او غيرهم.. الجميع في مرحلة ما عاشو أو شاهدو مواقف غير عادلة،لكن أولائك الذين عانومن الاصابة بجروح الظلم يجدون صعوبة في التعامل معها وتميل ردود افعالم الى التدمير الذاتي، ومن أهم صفاتهم خوفهم الكبير من ارتكاب الأخطاء و ميلهم الى البحث عن الكمال مما يجلب لهم الكثير من الاحباط وتحديهم الكبير للشفاء هو البحث عن المرونة في كل المواقف، ولسوء الحظ عندما نحرم أنفسنا من فرصة العمل على شفاء تلك الجراح سنكرر أنماط السلوك المريضة التي أضرتنا في الطفولة وبدون وعي ستظل الحلقة المفرغة التي هربنا و نهرب منها. ونؤذي بها أطفالنا الأن . او في المستقبل عندما نملك اطفال.. وتتجلى الجراح في اتصالاتنا المليئة بالابتزاز والتلاعب والسيطرة مما يؤثر على جودة علاقتنا معهم.. وهذة هي جروح الروح الخمسة

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. التحدي مع النفس وشفاء الروح والطفل الداخلي مقال قمة الروعة لمن يعي تحياتي لحضرتك 🌷
    Look for your twin before the right time has passed, the soul is only a soul that you are familiar with

اترك رداً على طفل شجاع عنيد متشافي غير نرجسي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى