خلافات مفتعلة بين الرئيس أبو مازن ومروان البرغوثي

د. إبراهيم ابراش | فلسطين

 

يحظى مروان البرغوثي بالتقدير والاحترام عند الشعب الفلسطيني وخصوصاً عند حركة فتح، وإن كان لديه رغبة بالدخول بالمعترك السياسي فإنه يستحق أن يكون على رأس قائمة وطنية لحركة فتح، ووجوده فيها سيُحدث فرقاً كبيراً في نتائج الانتخابات ويقطع الطريق على من يريدون تشتيت حركة فتح. وبالنسبة لقضية ترشحه للانتخابات الرئاسية فلا نعتقد وجود مشكلة في أن يرشح نفسه للرئاسة في حال إجراء انتخابات رئاسية.

قد تُطرح تساؤلات ذات طبيعة عملية ودستورية وسياسية  إن ترشُح البرغوثي وفي حالة فوزه، لكونه داخل المعتقل وإسرائيل لن تسمح بإطلاق سراحه في حالة فوزه في الانتخابات إلا ضمن صفقة وشروط قد تسيء للبرغوثي نفسه، وفي حالة عدم خروجه من المعتقل سيكون فراع أو إشكال، ولكن إن وجِد توافق و إجماع فتحاوي وإرادة وطنية على ترشحه للرئاسة يمكن تذليل جميع هذه العقبات.

في اعتقادنا أن المشكلة تتجاوز هذا الجانب الدستوري والسياسي إلى الخلافات داخل حركة فتح والصراع على خلافة الرئيس أبو مازن، حيث هناك قيادات فتحاوية تتمسك بترشيح أبو مازن مرة أخرى للرئاسة، مع أننا لم نسمع من الرئيس رأيا حول الموضوع، وتمسكهم هذا يرجع لخلافات فتحاوية داخلية حول خلافة الرئيس وغياب قيادات وازنة في فتح غير الرئيس ومروان البرغوثي يمكنها أن تفوز في أية انتخابات رئاسية، وأي من المتطلعين لخلافة الرئيس لا يتمتع بشعبية وقبول حتى داخل حركة فتح تمكنه من الفوز في حالة ترشحه للرئاسة مما يهدد بفقدان حركة فتح للرئاسة .

مع كامل تقديرنا واحترامنا للرئيس أبو مازن ومع تفهمنا للبعض من مؤيدي التجديد للرئيس إلا أننا نتمنى أن يبقى الرئيس فوق وأسمى من الصراعات الحزبية والخلافات الفتحاوية ويكتفي بأن يكون رئيساً لكل الرئاسات أي رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لكل الشعب الفلسطيني ومرجعية كل المؤسسات الرسمية الفلسطينية في الداخل والخارج، ولا بأس بأن ينقل محل إقامته للأردن ويتابع أمور الوطن بعيداً عن الضغوط الإسرائيلية والأمريكية ، ويترك الشعب الفلسطيني ينتخب رئيساً للسلطة كما انتخب الراحل أبو عمار وانتخب الرئيس أبو مازن. والشعب قادر وواع بما فيه الكفاية وهو الذي سيتحمل مسؤولية اختياره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى