تاريخ

ترميم برج المقطع بأبوظبي “دراسة تاريخية تراثية ” ناصر حسين العبودي

قراءة: د. محمود رمضان
خبير الآثار والعمارة الإسلامية
مَرّكَزُ الخَلِيجَ للبُحوثِ وَالدّرَاسَاتِ التَّارِيخيَّةِ
يشتمل كتيب ترميم برج المقطع بأبوظبي “دراسة تاريخية تراثية” لسعادة الأستاذ ناصر حسين العبودي على 76 صفحة من القطع الكبير، وتصدر التقديم بقلم المؤلف إفتتاحية الكتاب، وترميم برج المقطع وموقع البرج في وسط خور يفصل مدينة أبوظبي عن اليابسة وتسمى المنطقة المقطع، وزمن أنشائه الذي يعود إلى ما قبل 1908م اِعتماداً ما ورد في دليل الخليج الجغرافي والتاريخي للوريمر، ثم استعمالات البرج للحراسة والمراقبة ووصف البرج والشكل والمقاييس وخطة الترميم وقائمة المراجع التي أعتمد عليها المؤلف في الدراسة.
هذا وجاء في التقديم نصاً:- أثران مهمان لا يزالان يتصدران التاريخ الحديث لإمارة أبوظبي – في دولة الإمارات العربية المتحدة، هما قصر الحصن وبرج المقطع, ولا يكاد يكتب عن الإمارة في مختلف المجالات وخصوصاً التاريخية والإجتماعية وغيرها إلا ويأتى ذكرهما معبراً عن التاريخ العريق لهذه الإمارة الذي هو بالتالى جزء من تاريخ دولة الامارات العربية المتحدة .

لقد عينت فترة إنشاء الحصن ( حصن آل نهيان ) وهو مقر حكام آل نهيان بنهاية القرن الثامن عشر الميلادي وهو التاريخ المتفق عليه بين الباحثين للتكون السياسي والحضاري لإمارة ابوظبي وتزامن بناء الحصن ببناء اخر مهم وهو برج الحراسة بالمقطع, وبقى شاهداً مميزاً لمدينة أبوظبي من ناحية ومظهراً نمطاً معمارياً محلياً خاصاً من ناحية أخرى, قبل الفنون المعمارية الوافدة الأخرى ولا توجد وثائق تاريخية تحدد تاريخ إنشائه أو من أمر بذلك ولا من بناه من الناس, ولكن تم الوصول إلى تصور قريب من خلال دراسته آثارياً من شكله المعماري ومواده الإنشائية.

لقد عاصر هذا البرج أحداثاً تاريخية كثيرة ويلاحظ عليه الاِهتمام البالغ من قبل حكام أبوظبي في الماضي وأهتمت به الأيدي بالترميم والصيانة وأخرها في بداية السبعينات من هذا القرن إلا أن الطريقة لم تكن لتحميه زمناً آتياً فقد كان مهدداً بفعل العمر وظروف المناخ وطريقة الترميم, فما كان من حكومة أبوظبي ممثلة بدائرة الأشغال العامة ورئيسها سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان الى دعوتنا إلى ترميمه بعدما لاحظ المسؤلين أعمالنا التي قمنا بها بالمباني التراثية في جزيرة دلما ومن قبلها في مناطق إمارة الشارقة وأم القيوين وتأكدهم بأن أيدي خبيرة بترميم التراث المحلي ستهتم به كما أهتمت بالمباني السابقة فقمت بمعيه الدكتور / عبد الستار العزاوي الخبير بالترميم والصيانة وفريق آخر مساعد من المهندسين والفنيين والعمال بالبدأ في ترميمه في بداية عام 1994م لينتهي بعد حوالي ستة شهور معيدنيه الى أصله مستكلمين ما ازيل منه من عناصر تراثية ومزيلين ما أضيف إليه من عناصر غريبة كانت شاذه ومهدده له في الوقت نفسه .

وإنني في هذا الكتيب لأقدم الشكر إلى المسؤلين بدائرة أشغال أبوظبي على المساعدة التي وفروها لنا لأستكمال هذا المشروع الثقافي الحضاري .
إن هذا الكتيب من إصداره القاء الضوء على مشروع حضاري ثقافي آملين أن يتزايد هذا الاهتمام بهذه المرافق, وشاكراً في الوقت نفسه ثقه المسؤلين بالقدرات الوطنية الإماراتيه والعربية .

للاِستزادة، انظر:-
– ج . ج لوريمر : دليل الخليج ، القسم التاريخي و الجغرافي، 14 جزء ، ترجم بالديوان الأميري لحاكم قطر، الدوحة 1969م.
– العبودي، ناصر حسين: ترميم برج المقطع بـأبوظبي” دراسة تاريخية تراثية “، الطبعة العربية الأولى، الشارقة (يونيو 2000م).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى