آدم وحواء آخر الحوارات

مليكة طالب | المغرب

قالت: أيقظتني من سبات 

وقد كنت في حلم 

أرى البحر  زاخرا

والقمر مضيئا

والسراج منيرا

لم أيقظتني يا نصفي الثاني

أجبني 

لم تنت هكذا تقطع دوما 

خلوتي في محرابي

وتنزلني من سمائي

لم لا تحاول أن تنام مثلي 

وتحلم 

لم أنت كما عهدتك 

لم لا تجعلني ولو لمرة 

أنثى

أنثى كما حلمت بها أنا 

لا أنت

أنثى كما أراد لها الكون 

أن تكون

لا كما تريد أنت

لما لا ينبث الظل

لم لا ينطق الحجر 

لما لايصير الرماد نارا

لم لا يسكن البحر

لم لا تبوح العذارى

لم لا يصير الرضاب عوسجا

لم لا يزرع الشوك

قال:

أنت أيتها الأنثى المشاكسة

أبعد جلدي اتهم بكوني

اقتحمت عليك الخلوة

أيقظتك من سبات 

بعد حلم جميل

نزعت عنك صورة الأنثى

 

كيف لي أن أنام 

وأنا في حلم اليقظة

تراني بين المروج ممحل 

وبين البساتين تائها متأملا

كيف لي أن أنام 

وأنا أحيا لأعيش لأجلك

أنت الروح وأنا الجسد 

انت اللظى وأنا البرد 

أنت فانوس ينير الأبد

فلم تطلبين مني النوم 

وأنا من تواري بحلم  رغد

يا نصفي الثاني

لك قدرة عظيمة إن أردت

سهلة ممتنعة أنت

راجحة العقل أن استويت

إن أردت جعلتني أسعد

مخلوق

وإن عطفت فأنا المتبول 

المقبول

وإن غضبت فأنا السقيم 

العليل المسجون

تعالي حبيبتي نحيا حياة

تذر الجمال وتحيي الأمل

فأنت حبيبتي منذ الأزل

والله جميل يحب الجمال

وأنت البديعة مهما حصل 

هبيني بوصلك وهج القمر 

قالت صدقت صدقت 

وزكى القدر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى