أدب

وليد الحب الأول

بقلم: عفاف حسين الخطيب

هُنا… ياوَليد الحبّ الأول في قَلبي
وعَلى وَقعِ خَطوتين فَقط
تَقع آثار الضّياع الذي ترتكبه بحق ثَباتي في كلّ مَرّةٍ أراكَ بها!
أخرجُ مُسرعة
أُردد حَبيبي
أطوفُ أزقة قَريتنا الضّيقة سَبع طوفات
أدونُ بين طَيّاتِ مَنازلها العشوائية سرّ الحب الذي يَسكنني
أحملُ ضِحكتكَ على كَتفي
أُواجه بها سَوداوية الأيام الوحيدة التي عُشتها، أُصافح كلّ البائسين الذين سَأموا الحياة
أفرشها في مَواسمِ الشّتاء الجافّة
وأَعود
أقصدُ مَعبدَ حَيّنا القديم
أُصلّي، أرفع آذان الهَوى،
أطرق جَرس كَنيستنا، أُكبّر
أَوقدُ شَمعةً أمام كلّ قديسٍ، أنذرُ لعينيكَ مَسافات طويلة
وأرتدُ ثانية
أجدُ دُعائي يَسبقني!
أراكَ أمامي حَقاً
أَقص شَعري بَأسناني، أُحيكَه مَكانساً، أنثرُ فراشات روحي على جوانبِ خطواتكَ كي أعبّد لكَ الطريق نحوي
أبدأ بمارسةِ طُقوسي المجنونة التي لَطالما كانت تُضحككَ
أنظرُ إلى السّماء أَجدها تُمطر؟! بينما يتهاوى من خدكَ قوس قُزح
ألتقطُ ألوانَ الطّيف هذه، أرميها في وجهِ الأُفق كي يشيحَ عن الشَفقِ وتغدو أنتَ الفجر الوحيد للكون
أسدّ بها رَمق الشمس في العناق
أعاود… مرة أخرى
أغزل من تلافيف دماغي الذّائبة وشاحاً أتخفّى بهِ من نظرات الليل الثّاقبة
أضعُ يَدي الصغيرتين على الهَجَد، أُطبطبُ على ظَهرِ النّهار لِيغفُ وأُرخي جَدائل الظلامِ
ثم أركضُ نحوكَ
أقفُ لبرهةٍ
أطيلُ النظر في عينيكَ
أَطلقُ صَفيراً، أُسبّح الخالق، أَخبطُ رَأسي خَمس مَرات
تَضحكُ ثانية
تَستأنف السّماء المطر
تزول خطايا البشرية
وأنا لا أزال مَسكونة في هَوس النَظرة
تَرفع حَاجباً دونَ آخر
تُصيب قَلبي من جَديد
أتهاوى أنا وعقلانيتي
تصرخ تعالي، تفتح قلبك على مِصراعيه!
تَهب رياحاً، تَحملني إليك
تغمض عيناً بينما تخترق بالأخرى وَعيّ
أشتم رائحة البَن من قريب
ترغمني على الاقتراب أكثر!
أدّعي صُداعاً في معدتي وأصدقَ شُعور ما وجد على هيئة هذا المكان
تهمس أحبّكِ
تَنفرد أجنحتي، تَمسك أصابعي، أرقص حَافية،تخطفني اللحظة
وأصلُ أخيراً
أُعانقكَ كَثيراً
أُحلّفكَ أيضاً، فتتحسَسَ رأسي، تلذعكَ غِيرتي
تَسألني وأَبكي؟!
تَتعربد الكلمات في حُنجرتي
بالكاد أستطيع التنفس
بلهجةٍ نَديَّةٍ
تُعاود القَول تَعالي
أحاول تَخلُلكَ، وربما النفاذ أيضاً
تسألني من أين يأتي كلّ هذا الحبّ
أُفكّر قليلاً، أشرع أن أُجيب فأبتلعُ لساني
أقف في حَضرة حنانكَ كطفل ضَائع
تبتسم مرة أخرى على بَلاهتي
يَجري تياراً من الكهرباء داخل جَسدي
تحاولُ إنقاذي
أغمضُ عَيني، تُلاحق خَيالي فأفتحهما
تقول أُحبِك ثَانية
يُزهر الأُقحوان حول عُنقي
تتمايل كلّ شَاماتي
تتمخضُ أوردتي باسمكَ
يَزهو قلبي وينجبكَ
أُكبّر في أُذنيكَ آذان الهوى من جديد
اِشهدْ … أنتَ أَكبر على الحبّ ولا حَبيباً لقلبي سِواك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى