رصيف العشّاق
هند يوسف خضر| سورية
عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين
في الهزيع الأخير من ليل القلب
تثاءبت فوق موج نعاسها، داعب الكرى أجفانها حتّى بزوغ الشّمس في كبد السّماء
نهضت من سرير الهذيان
اغتسلت بماء الّلهفة
سرّحت شعر الأمنيات
نثرت رذاذ عطرها فوق جيدها
حزمت حقيبة أشواقها الكرويّة
حملت جواز السّفر و مضت
كان في جعبتها …
الكثير من الحبّ والقليل من نبيذ مسافاتها البعيدة
وبعض الفائض
من أوراقها المشبعة
برحيق كلمات ممنوعة من الصّرف،
لم تعرف أين تخبّىء قصائدها لصورة ذاك الوجه الّذي رسمت تفاصيله بأصابعها ذات نهار عندما
عانقته باستحياء
احمرّ محيّا الرّصيف خجلاً طبع الحلم قبلاته الأولى على خدّيها
فاحت رائحة القرنفل من روحها
عرّش البنفسج على أسوار قلبها
بلّلت قطرات النّدى أجفان صباحها
حوّمت حول فارسها كفراشة تحوم حول النّور
بدا المكان كطفل مشاكس ،يلاحقها، يمسك بها
يضعها على كفّيه ،يداعبها بلطف
ثمّ يطلق سراحها
لتعود من حيث أتت
على إيقاع خطواتهما
ابتسم رصيف العشّاق
تراقص خصره النّحيل على موسيقا صدى أمنياتهما .