حرائق

فتحي مهذب | تونس

(إلى ضحايا الحرب في وطننا العربي الجريح)

في الصيف

أمشي على رأسي مقلوبا..

فارغة جمجمتي من البركات والمصابيح..

مهوش شعر هواجسي..

ملآى رقعة روحي بشوك القنفذ..

أفتح النار على مركب نوح..

لأنه خائن وشهواني وممسوس..

ملأ الأرض بالأقزام والقتلة والمرابين..

اللعنة على الطوفان..

في الصيف تتهدل الريح وتجف

مثل شفتي عجوز في جنازة..

في الصيف يفتح الرب متجره الكلاسيكي..

لبيع الأسلحة والنعوش وحبات الفياغرا..

يملأ آباط الجنرالات برائحة البارود والملاريا..

ولتوسيع دائرة الموت

يطلق الشمس مثل كلب عملاق..

يعدو فوق رؤوس الجرحى..

بين الأزقة القذرة.

والحواري المهجورة..

حيث تحلب جثة القتيل

جارتنا الضريرة..

حيث تلمع مثل عصا موسى

عصاها المخرمة من فرط التأويل..

هنا بدلا من النسوة

تغني الطائرات ويرمي الطيار الأشقر فواكه طازجة للمارة النائمين..

ويطير الدب الأبيض في الفضاء

ليوزع أسماك السلمون على صغار القنادس..

في الصيف يتخلى الرب عن مهنته الشريفة ..

لن يطفئ حرائق المتصوفة في البلكونة..

أو يحافظ على غابات القصب والأرز..

لا يعتني بمخالب الوعول في رؤوس الجبال..

يحط في جزر هاواي ..

ليصغي إلى قداس الشلالات..

يأكل الموز والتوت الأحمر..

راكلا غيمة الحظ العاثر مثل كرة من القش..

في الصيف أنبح كثيرا..

أصلي مرة في الأسبوع

في عربة يجرها فهد من الكريستال..

أمدح قردا يستمني في قارب صغير..

أبايع أشباحا مهذبة..

أختلس دراجة يسوع لأذهب إلى الحانة..

لأكون عضوا جيدا في حزب الديك..

في الصيف تجن سيارة الاسعاف..

أكنز نقودي في مؤخرة بائعة الخمور..

يشرب كلبي البيرة مثل ناسك متحرر..

يرقص ويغني ثم ينفجر مثل بالونة في مرتفعات النوم..

بينما شمس متطرفة تحاول تفجير المكان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى