ظَلُّوا في مساكنِكم

عبد القادر القردوع |اليمن

هل يشتكي الشارع الغافي لكم ألمَهْ
أم أنّهُ حين أصغيتُم أضاعَ فمَهْ

هذا السكونُ مُخيفٌ
مَن على شفةِ المدينةِ الآن
(حُبَّاً) يقتلُ الكلمَةْ !

وجه المدينةِ مكسور الملامح
هل ظننتَها سوف تَلقَى الموتَ مبتسمَةْ !

الساعةُ الآن خوفٌ
والمدى قَلَقٌ
والحُلْمُ آخر قنديلٍ أرقتُ دمَهْ

كلُّ المنازلِ لمَّا نامَ شارعُها
تمَرَّدَتْ واستعارَتْ خِلْسَةً قَدَمَهْ

من شُرفةٍ في جدارِ الغيبِ
صاح بنا قلبُ الحياةِ :-
لقد سَلَّ الدجى قَلمَهْ

تداركوا أمرَكم فالأرض مُسْبِعَةٌ
من كان يَعْقِلُ لا يرعى هنا غَنَمَهْ

عليكمُ الآنَ أنْ تَعْنُوا بأنفسِكم
لا تسألوا ما الذي يجري ورا الأَكَمَةْ

الدينُ يهتفُ صلوا في رواحلِكم
الله ما كل هذا الوعيِ والعَظَمَةْ !

لا تعْبُدوا الخوفَ
لكنْ – حينَ يُنْذِرُكم
رسولّ هذا الوبا – لا تَكْسِروا صنَمَهْ

لا تَسقطوا مثلَ أكوامِ الفَراشِ على
نارِ الإشاعاتِ
واستفتوا الذي عَلِمَهْ

الحارسون على بابِ الصباحِ
لكي لا يُطْفِئَ الليلُ
شمساً أنْجَبتْ حُلُمَهْ

الواقفون بوجهِ الجائحاتِ
وفي أيديهِمُ العِلمُ
مَنْ يَكْفُرْ بهِ هَزَمَهْ

الساهرونَ على المرضى ملائكةً
حياتُهم بأغاني الحُب مزدحِمَةْ

لو واجَهَ العَالَمُ الجبارُ دونَهمُ
هذا الوباءَ الذي يخشاهُ لالتَهَمَهْ

هاهم يصيحون ظَلُّوا في مساكنِكم
فجيشُ كورونَ من يُمْسِكْ بهِ حَطَمَهْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى