عطر

عمرو البطا | شاعر مصري يقيم في محافظة الجيزة

غَرِيبٌ يَفُكُّ الضِّمَادَ،

وَيَسكُبُ مِن دَمِهِ الخَمرَ

لِلغُرَبَاءْ

 

يَقُولُونَ: “صِفْهَا لَنَا”، قَالَ: “عِطرٌ..

فَهَل يُوصَفُ العِطرُ؟

هَل يَتَجَلَّى عَلَى عَاشِقِيهِ

بِغَيرِ الخَفَاءْ؟”

 

يَقُولُونَ: “أينَ تَكُونُ؟”، فَقَالَ:

“وَهَل يَستَطِيعُ تَتَبُّعَ عِطرٍ

سِوَى مَن تَعَلَّمَ سِرَّ النَّسِيمِ،

وَيَحفَظُ كُلَّ حُقُولِ القَرَنفُلِ

وَالكَستَنَاءْ؟”

 

ولِلعِطرِ حَضرَتُهُ:

لَا يُحَسُّ كَشَيْءٍ يَمَرُّ، وَلَكِنَّهُ

يَتَغَلغَلُ فِي الرئتين، وَيَحْتَلُّ ذاتك،

يُعلِيكَ نَجمًا، وَيُهوِيكَ

قَاعَ العَمَاءْ

 

وَفِي العِطرِ فَخٌّ:

يَلُوحُ، تُجَنُّ بِهِ، وَيَرُوحُ،

فَتَبقَى تُفَتِّشُ عَنهُ،

وَتَفنَى حَيَاتُكَ فِي إثرِهِ،

وَهْوَ لَا شَيءَ

إِلَّا

هَوَاءْ!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى