أدب

البحث خلف ستائر فيينا عن لوريس فرح

بقلم: أليسار عمران
    ديستويفسكي يظهر من جديد من دمشق مزهراً في فينّا،بلاد الحضارة التي تتسع كجنّةٍ للأحلام، وسجنٍ محكمِ الأقفال، مابينَ العقلِ المثقلِ بحكمتهِ، يقسوا على جسدهِ، ويجلده حتى الفناء، مابينَ عاشقةٍ تتخلى عمداً لتمتلك كلّ شيءٍ، وما بين زوجةٍ تنتظرُ أن يبصر من تزوجته لتكون سيدة داره، ماتزخر به من جمالٍ أنثويّ يفيضُ ليتحدى ذاته معلناً إضرام رغباته، ومداراة مشاعر الحبّ الذي داهمته بالصدفةِ في شمسين تتنازعان الحضور، ريم التي تحرق لين بغيرتها، ولين التي تتحول إلى ريم ثانية دونما أن تشعر.


رسالةٌ عميقة للشاعرة لوريس فرح التي لا أقبل أن تصنيفها بالكاتبة العادية، فلقد أدارت حلبة الصراع باحترافية عاليةٍ، مابين الأنثى التي تبحثُ عن طفولتها وتلقائيتها متحدّيةً ذاتها قبل شرقية النشأة، وترسم لوحة اغتصاب مدينةٍ لأنها قررت أن تنجو من الحياة ببقايا من الأحلام وكأنها تهمس للقارىء: لجمال المدنِ أسرارها الموجعة، ولغربة الانسانِ بعيدا عن الحرب في بلاده حروباً داخل النفس البشرية لاتنتهي، وصولاً إلى قبلةِ عاشقين، في شوراعِ فيينا التي تتطلق الحريات لحرية الشعور، امتثالاً لسرقة لحظة عابرة، ترهق أصالة الشرق وعنفوانه في جيناتها.
      نعم قد يذهب الحبّ بأكبر عقلٍ يقابلهُ، وما اتساعُ رقعة الحريات، والصدق الجارح سوى حفناتٍ سمّ تحقن في أوردة العذارى لترديها وتعلن بدء عصرٍ يتجاهلُ فيه عاشقانِ معنى أن يتواطأ أحدٌ منهما بقبلةِ،قبلة الروح للروح التي يترجمها الاحتضانُ والخوفُ والإعجاب.
لم أنم يا لوريس حتى انتهيت من القراءة،قامة شاعرية تعد بالكثير، هنيئا لنا ولسورية بك أيتها الشاعرة
التي تسعُ المدى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى