عنواني
شعر: د. سعيد جاسم الزبيدي
هي المحاويلُ -مُذْ أدركتُ- عنواني
فيها درجتُ، ومنها عِطرُ أرداني
***
وقد تراها على وجهي بسُمرتِهِ
ظلّاً من النخلِ يزهو بين ألوانِ
***
ولم تفارقْ لساني كيْ أُعرِّفَها
من ألتقي القاصيَ المجهولَ والداني
***
ولم تزلْ حين أشدو لحنَ قافيتي
تكتظُّ فيها بملءِ الحرفِ أحزاني
***
ويورقُ الفرحُ المأمولُ في ترَفٍ
على غضونِ جبيني أو بوجداني
***
لكنما الغربةُ الرعناءُ ما فتئتْ
تمحو بقاياهُ من كحلٍ بأجفاني
***
فأنثني ألعقُ الأيامَ داميةً
وأستردُّ الأسى غصبًا كخسرانِ
***
حنى إذا نضبتْ شكوايَ وانكسرتْ
ذكرى ألوذُ بما يسطيعُ نسياني
***
وتارةً أسألُ التاريخً متَّكئًا
أستلُّ عِبرتَهُ تنأى بأشجاني
***
فإن ذكرتُ (محاويلي) وزينتَها
بمن أحبُّ وهم أهلي وجيراني
***
تتابعَ الغيثُ فابتلَّتْ بهِ مُقَلي
وأضلعي واستراحتْ فيهِ نيراني
***
هذا هو السرُّ فيها حيثما خطرتْ
منها الرؤى فاستحقًّتْ كلَّ عنواني
الخميس 8/6/2023م – مسقط