بقلم: جميل السلحوت
صدر ديوان “نداء من القلب” لدولت الجنيدي قبل أسابيع قليلة، ويقع في 70 صفحة من القطع الصّغير. عرفنا السّيّدة دولت الجنيدي قبل حوالي ست سنوات عندما صارت تشارك مع زوجها الشّاعر عزّالدّين أبو ميزر في ندوة اليوم السّابع الثّقافيّة الأسبوعيّة في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس. وقد عرفناها كسيّدة فاضلة مثقّفة واعية، تعرف متى تتكلّم ومتى تسكت، وهي تمثّل نموذجا للمرأة الفلسطينيّة التي تعرف ما لها وما عليها، فحظيت باحترام روّاد الندوة على اختلاف مشاربهم. وفي تقديري أنّ السّيدة الجنيدي لم تسعَ يوما أن تكون شاعرة أو كاتبة، رغم أنّها من الرّعيل الأوّل الذي تعلّم، ورغم أنّها زوجة شاعر، فالدّكتور أبو ميزر شاعر موهوب، إلّا أنّه كرّس حياته لمهنته كطبيب أسنان، مع أنّه نشر عددا من القصائد في الصّحف المحلّيّة. فقصائد السّيّدة الجنيدي في غالبيّتها جاءت وليدة غريزة الأمومة، فمثلنا الشّعبي يقول:” ما أغلى من الولد إلّا ولد الولد”. ويقول المثل الإغريقي” ابنك ولدته مرّة وحفيدك ولدته مرّتين”، وفي تقديري أنّ قصائدها جاءت عفو الخاطر من جدّة لأحفادها، أي هي نوع من هدهدة الأمّهات لأطفالهنّ. وهناك قصيدة تكلّمت فيها عن حرب أكتوبر 1973 وفيها تعبّر عن شوقها للحرّيّة من نير الاحتلال الذي أهلك البشر والشّجر والحجر. وهناك قصديدة أخرى تتكلّم فيها عن مجزرة الحرم الإبراهيمي الذي رتكبها الخارج من رحمة الله باروخ جولد شتاين في شباط 1994 وحصد فيها أرواح الصّائمين الرّكّع السّجود.