الإعلام والركض نحو السقوط الأخلاقي
د. قاسم النفيعي | اليمن
منذ (١٤٠٠) عام وخطباء الجمعة كابر عن كابر ،وزمان بعد زمان يقولون لنا عقب كل صلاة استووا للصلاة،ولم يستووا حتى اللحظة. ومنذ قرن من الزمن ونحن نقول الدخان حرام، ومضر للصحة، وكاتبين (تحذير صحي، وحكومي) ورغم هذا ثلث البشر يدخن. وهانحن نفتتح الجروبات، والمجموعات والمنتديات والمجمعات وتحت مسميات لا حصر لها،بعضها بداعي الإرتزاق، والبعض الآخر بهدف التوعية، وتبادل المعارف، وتلاقح الأفكار، وتزويد التغذية الراجعة بجميع المعارف والعلوم، والإبداع وإظهار المواهب إلى حيز الوجود، ومعرفة مايستجد على الساحات العامة. سياسيا واقتصاديا، وعلميا وفكريا وثقافيا وأكاديميا وتربويا، وجلها لها أهدافها، ولها مساوئها، ومحاسنها. ولا غنى لنا عن الاطلاع، ومعرفة مايدور حولنا، ومالنا وماعلينا، ورغم كل هذه التطلعات، والهمم والعزائم إلا أن أمواجا من الفساد، ونزيفا من الأفكار والمعتقدات، والمغالطات، والمكر والدسائس، وخصخصة العلوم، والبهرجات المضللة، والسطو على حريات التعبير، وتكميم الأفواه، وتقييد الأقلام وتجفيف الصحف، ومحو هويات وثقافات الشعوب، واستبدالها بعلوم غير منظبطة، ومجافية للسياق العربي، ووحدة النظم، ووحدة الصف، والنسيج المجتمعي، والعربي، والإنساني.
جامعات وكليات، وأكاديميات، وواحات علمية، وأكاديمية، ومدارس، ومراكز، ودوريات، ومجلات، و…… وهلم جرا مثل ماسبق تركض في غياهب الظلمة، والمخرجات أجهل من المدخلات، والأهداف جلها تتبلور في الماديات. عالم بلا بريك. يركض نحو منحدر السقوط، وإشاعة الفاحشة، وتهيئة البيئات العربية والإنسانية، والعلمية، والتعليمية في جل مراحل ماسبق لبناء قواعد ولبنات الفحش، والعهر، وتضليل الشباب والشابات، وزعزة المعتقدات لدى كل من اشتعل رأسه شيبا.
اضطرابات. ذهنية، وتحسسات في الجيوب الأنفية، وتقلصات في عضلات العيون، والحاجبات. والدعوة إلى الانحراف وتمييع الكائن البشري المولود على الفطرة(فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم)
ورغم هذا شبابنا يتسابقون إلى التغيير والتبديل فالمرأة تحب تترجّل، والرجل يحب يتأنث، وآخر يحب يكون خنثى مشكل.
حضارات إنسانية أصبحت آيلة للسقوط في وحل مستنقعات الإباحة، والشذوذ، والسحاق، وثمة مصطلحات يصعب حصرها، وثمة دعاة الوثنية. والتخلف والرجعية تدعم المثلية، وتجعل لها كيانا وعالما له كامل الحقوق والحريات، وتسن القوانين في جميع المجتمعات الغربية والعربية، وإلى الجحيم. أزلفت.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.