أدب

لم تكن صدفة

بقلم: محمد الدرقاوي | المغرب
كلّ صعوبة أو خيبة أو حتى هزيمة واجهتك، لم تكن صدفة عابرة في حياتك
كتب العبارة على صفحة أمامه وظل يتملاها ..
من صاحبها أو صاحبتها ؟
تخترق العبارة السمع والبصر ، وفي نفسهيجد لها الصدى ..
صلة وصل بأثر تصوري لايغيب
بين زوايا الذات تنط أنثى بسؤال :
ـ أغرتك صوري قبل أن تقرأ لي !! ..
فلتة غرور منها تنتزع منه بسمة ..اتهام بهيمنة !! ..والاتهام من عقلها قد أينع، وفلتة من لسانها قطاف، تسرع فكر وقول.. ذاك ضابط إيقاع التنشئة وما في الصدر قد وقر، لو حركت اللسان أربعين مرة في فمها كالمثل الساري من أزل لاتقت زلتين: زلة الغرور وزلة الكشف !! ..أليس اللسان كشف الدواخل ؟..
حتما هي لاتعي فلسفة الصورة ورهاناتها ولو درت لنبشت بالأظافر عبر محركات البحث ، حتما تستخرج جثت الهيمنة ممن يدعي الشاعرية والقمة اللفظية وما في صدره غير تقطيعات وأوزان ..اذ لوكان يتحسس روعة الشعر عن جدارة لفظا ومعنى لما ركَّب على صهوة الفوتوشوب توليفات بشعة لأنثى زميلة كأنها من صبي مبتدئ: وعنها قال:” حبيبة عمر وصديقة حب ووفاء ” ..
وخزة مما قد يحركه تهور في نفسها .. هل تتفاجأ لو علمت أم لها علم وراقها السلوك؟..
كل صورة تجسيد لفوضى بل من الصور ما قد يعلن عن كارثة حين يلمسها مُخٌّ خيالي، طوباوي ،عن قراءة المرأة بعيد، وعن الإحساس بها أو التمييز بين أصناف النساء في نأي، لا ينتشي بغرور الا بما يدغدغ له سمعا بنفاق : أمداح ملفقة صبيانية سكبت في وهمه انه بلغ ذروة الخيام ، فاق أمير الشعراء وتجاوز ابداعات نزار ..
زفرة حرى عند ذكرها رغم ما منها قد بدر ،قناعة لديه ، هي أكبر من أن تصير قشة في أوهام الصغار .. خيبة تطويه حين أوقعت نفسها بين التفاهة
والسذاجة ، وقد أغرتها اللفظية وأساليب التأثيث وتقطيع الأوزان بلا عاطفة أو أحاسيس من وجدان، قدرتها الأدبية ذوق لمن يستحم باللغة ، من أجل ذلك قدرها واحترمها ، ربما تسرعت بحكم قبل أن يصلها أثر، شك وتوجس الأنثى الشرقية ذاك أنه يفتخروهو بها اعتزاز أنه عليها قد تعرف في غير تشهير أو ادعاء بين الندامى بنية ناقصة .. فكيفما كان الامر فقد بوأها مكانة تقدير انتماء لوطن يعرفه وفي تكوينه سابقة خير من ذياك الوطن هو من آثارحياته.. سابقة لها متعة عقلية لا حسية متسرعة تميل حيث الخيالات تميل بين “المغربلين وتل العقارب”..
هي لديه سليلة حضارة وتاريخ عريق كخمرة معتقة ، متجذرة في ابداع من صنع الكميث وابن حلزة والمتنبي وصفي الدين الحلي ونازك الملائكة ، ولميعة عباس عمارة ؟.. كيف لم تستطع قطف بتلة ورد من هؤلاء أو محاولة زرع وردة من نفسها بثقة وهي على ذلك أقدر ؟
مرة قالت له أنثى :
أنفاسك لظى، كل من مسك بسوء احترق بلا رماد ،لأنك للرماد لا تعرف لونا، نارك فيه لن تخمد ..
يكره أن يكون وسيط شر فهو لا يتمظهر بما ليس من ذاته ولا يلاعبه نقص في أحلامه ، ولا يغتر بكلمات المدح الكاذبة ..
طوى حاسوبه ، ووقف يتمشى بين ممرات البيت ..
يضحك من حلم كان قد راوده ..
ليترك الحلم فكرة ، في رأسه تمري ، فكم من فكرة تكره بعض النفوس أن تغزو اسماعها ..
من بهو بيته أطل على حديقة مدخل الدار ، شجرة ورد صفراء تسلقت سور الحديقة ..
على سور الجيران قد تدلت أغصانها ،لدى الجيران كان بستاني يشذب الأشجار ،
مقصه يطقطق مع نغمات يرددها لسانه بانتشاء، بتر البستاني الأغصان ، إحساس بألم سرى في ذاته، وعن البستاني قد حول النظر باختلاج، حركة من البستاني ربما لم تكن محسوبة لكن مقص التشذيب كان عثرة أوقعتها به نغمة موال مشدود بطقطقة المقص ..
” لايهم .. مسألة وقت فقط ، ستنمو الأغصان من جديد، وتستعيد النبتة أضعاف فروعها ، هي وردة لا يقهرها غير الجفاف والإهمال “.. جذورها في أعماق التربة
هوذا ايمانه بالمرأة والايمان لديه ليس سفسطة ، وانما حرية راي وسلوك، حرية اختيار بثقة ولا قيود …
تربعت على وجهه بسمة، و عن نافذة البهو توارى ..التفاتة الى مذيع التلفزيون وقد توقف عن الخبر بعد أن فاجأه العطس ..غبار دخيل قد غزا أنفه.. ربما قوة الأضواء الزائفة تحرك الخيلاء .. تذكر عطسة آدم .. إشراقة ضحكة تتربع على وجهه : ترى من أين خرجت حواء بعد العطسة العظيمة من آدم ؟.. من أنفه أم ضلعه أم من مكان ثالث غيرهما غلفته الثوراةالاسرائلية في تحريمات وتعليمات جنة وصيانة وخوف وتحقير ، وتهافت عليه علماؤنا بسباق وزيادة ابداع !!..بسخرية عن علمائنا حرك راسه ، كل مايقال عن المرأة تجب فيه مبالغة ،تخويف وترهيب ، أليست لديهم حواء رفيقة إبليس ؟..
المهم أن يكون الرجل هو الخالق العظيم ، وهذا ما وقر في عقول بعض الرجال وصدورهم وهو ما يعامل به حواء رجل يسعى للتسلق على سلم الوهم خاصة اذا كان يسكنه غرورفيخطئ حتى في التغني بالأنثى ويجعلها من النفاثات في العقد ..
ليته يعطس اساطيره ومنها يتخلص بثقة وعلم!! ..
قدرنا أن نعيش زماننا بأشكاله وألوانه، بمبدعيه وجهاله، بمصلحيه وانتهازييه،نفوز ونتعثر، نكبو ونقوم ..وفي كل حركة لن نخرج بلا معرفة ولا تجرب
وهذا ما يحقق تفاعلاتنا ويقظتنا الإيجابية …
“”كلّ صعوبة أو خيبة أو حتى هزيمة واجهتك، لم تكن صدفة عابرة في حياتك”
مرة أخرى يعيد قرءاة العبارة فتتهادى أنثى أمامه “واثقة الخطو تمشي ملكا”
أحلام مستغانمي المبدعة الجزائرية ..
معها تواردت على خاطره كلمات رقيقات من الأديبة العراقية لميعة عباس عمارة:
نفترقُ الآن صديقينِ بلا ضجة
من غير ذنوب
وبغيرِ عيوب،
لن تتبرأَ أوراقُ الوردِ الذابلِ من ماضيها
بعضُ اللون، وبعضُ العطر
سيبقى فيها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى