مقال

كلمٌ وندمٌ

معالي التميمي | العراق

يَحْدِثُ أَنْ يُحَاْطَ بَعْضُ الأَشْخَاْصِ بِهَاْلَةٍ مِنْ الْعَمَى غَيّرِ الْمَقْصُوْدِ أَوْ أَنْ يُحْصَرُوْا خَلْفَ نَاْفِذَةٍ صَغِيْرَةٍ تُرِيْهِم عَكْسَ مَاْ مَوْجُوْدِ؛ فَتَكُنْ أَفْعَاْلِهِمْ مُعْتَمِدَةً عَلَى الْفِكْرِ الْمَغْلُوْطِ عَنْ ذَاْكَ الْمَشْهُوْدِ.
قَدْ يُدْرِكُوْا بَعْدَ تَجَاْرِبٍ لَاْ تُعَدُ وَلَاْ تُحْصَى، بَعْدَ سِنِيْنٍ تَوَلَتْ بَيْنَّ فَوْضَى وَ فَرَاْغ ذَلِكَ الْجُرْحُ الْنَدِي وذَاْكَ الْنَدَمُ الْسَخِي الْرَاْسِخُ فِي العِيْوْنِ، كَمِثْلِ زَهْرَةٍ مُلْقَاْه لَاْ شَيْءَ يُعِيْدُ لَهَاْ بِرِيْقَهَا وأَرِيْجَهَا الْفَاْنِي! شَيْخٌ كَبِيرٌ سُلِبَتْ آمَاْلُهُ وَأَخَذَ مِنْهُ العُمْرُ مَا قَدْ أَخَذَ، اسْتَحَلَّهُ الْوَهْنُ وَمَاْجَ بِهِ القَدَرُ حَتَى أَجْلَسَهُ عَلَى شَفَاْ حُفْرَةٍ مُدْلَهِمَّةٍ بَعِيْدَاً عَنْ ذَوِيْهِ لَاْ يَرْجُوُ سِوَى رُؤْيَةَ أَبْنَاْئِهِ يُحَفُوْنَّ بِالْرَخَاْءِ وَ يُغْمَرُوْنَّ بِالْبَهَاْءِ رُغْمَ إِنَّهُ لَمْ يُوَفِرَ كُلَّ مَا احْتَاْجُوْهُ أَوْ تَمَنُوْهُ لَكِنَّهُ أَعْطَى جُلَّ مَاْ اسْتَطَاْعَهُ دُوْنَّمَاْ نُقْصَاْنِ إِلَاْ إِنَّ الأَبْنَاْءَ لَمُ يُبْصِرُوْا غَيْرَ الْمَنْعِ وَالْتَقْصِيْرِ، الْغَضَبِ وَ الْحَزْمِ فَكَأنَّهُمْ يَنْظُرُوْنَ إِلْى الْجُزْءِ الفَاْرِغِ مِنَ الكَأْسِ حَتَى فَرِغَ بِالكَاْمِلِ فَهِمُوْا عِنْدَهَاْ مَاْ قَدْ ضَاْعَ وَعَلِمُوْا بِأَنَّ ظَمَأ قُلُوْبُهِمْ لَنْ يُرْوَى بَعْدَهَاْ،
إِذْ بِالأَمْسِ كَاْنَّ الأَبَاْءُ هُمْ الأَمَلُ الوَحِيْدُ وَالنُوْرُ المَدِيْدُ لِأَطْفَاْلِهِمْ والْيَوْمُ بَاْتَ العَكْسُ بْعْدَمَاْ كَبُرَ الْأَوْلَاْدُ أَصْبَحُوْا لِذَوِيْهِمْ أَمَلَاً كَبِيْرُ الْرَجَاْءِ صَغِيْرُ الهِمَةِ مَوْصُوْلٌ بِالأَقْوَلِ مَقْطُوْعُ العَطَاْيَاْ،
رُبَّ هَذَاْ الْقَلْبُ مَكْلُوْمٌ وَ مَحْزُوْنُ مُنْذِ نَشْأَتِهِ فَبَاَدَرَ بالْصَدِ وَالْبُعْدِ لَكِنَّمَاْ الحِفَرُ لَاْ تُعَاْلَجُ بِمَزِيْدٍ مِنْ الْحَفْرِ بَلْ بِزِرَاْعَةِ الْيَاْسَمِيْنِ فِيْهَاْ حَتَى تَفِيْضَ وَتَسْلُوْ سُوْءَ مَاْضِيْهَا، بُعْضُ الْمَسَاْئِلِ بِالْغَرْسِ لَاْ بِالْقَلْعِ تُحَلْ.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. اديبتنا الرائعة ورود اللدائن قد غطت عن كل الورود فلانسمات تعلو ولا عطور تفوح
    الدم روائح ما تخفى وما تجلى وما هو بانتظار يضوع
    احييك سيدتي قرات فاستمتعت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى