حوار

وحيد تاجا وجها لوجه مع الشاعرة السورية رنا الصالح

استحدثت (بحر الرنا)، وجاءت في ديوان شعراء الشام المئة وديوان شعراء الوطن الألف، وشاركت في مسابقة أمير الشعراء في دورتها الأخيرة 2022

عالم الثقافة | خاص

  • أفرحني فوز الشاعرة عائشة السيفي
  • الحب هو إكسير الحياة بالنسبة لي …لاحياة بدون حب
  • البيت الاستهلالي في القصيدة هو مفتاح النص للمتلقي
  • عندما استحدثت (بحر الرنا) كنت في حالة من التمرّد المنضبط
  • التمكن من اللغة أداة أساسية لنبوغ الشاعر ولصفاء شعره

قالت الشاعرة السورية رنا الصالح استهوتني القصيدة العمودية وأخذت مني كل مأخذ ربما شدّني إليها موسيقاها وربما لأنها سيدة أدب المنابر …وعن استحداثها بحر جديد أوضحت: عندما استحدثت (بحر الرنا) كنت في حالة من التمرّد المنضبط إذا صح التعبير …فقد خرج هذا البحر من رحم البحور الفراهيدية …وعن الصور الشعرية الجميلة في قصائدها: اكدت انها تعمل دائماً على التجديد في الصور وابتكارها سواءً تمّ ذلك في الوعي الشاعري لديّ أو اللاوعي ..
وحول مشاركتها في مسابقة “أمير الشعراء” قالت: ان مسابقة أمير الشعراء التي شاركت فيها كانت محطة مهمة في حياتي”. واعتبرت ان فوز الشاعرة عائشة السيفي، ماهو إلا تكريم مستحق للمرأة الشاعرة التي عانت ومازالت تعاني من التقليل والازدراء أحيانا من موهبتها.
ويذكر ان الشاعرة رنا الصالح من مواليد 1976. صدر لها مجموعتين (عتاب البنفسج) و (تراتيل الحصاد). ولديها ديوان جديد قيد الطبع.

* ـ هل يمكن إعطاؤنا لمحة عن البدايات. وأهم الشعراء الذين تأثرت بهم..؟
بدات الكتابة مذ الصغر حيث نشأت في جو أسري محب للادب بشكل خاص، يمكنني القول إن الموهبة الأدبية ظهرت لدي باكراً جداً….ولكن لم تاخذ نصيبها من الشهرة حتى عام ٢٠١٥.. أحببت وتأثرت بالشعر العباسي والشعر الأندلسي، ومن شعراء الوقت المعاصر تأثرت بنزار قباني وبالبردوني والجواهري

* ـ عادة ما تلجأ الشاعرات المعاصرات إلى قصيدة النثر..في حين انك تصرين على كتابة القصيدة الكلاسيكية ..لماذا ؟
بداية، أحب أن أثني على بعض كتّاب النصوص النثرية، والنص النثري جنس أساسي من أجناس الادب، و هو كما القصيدة العمودية منه العادي والاقل من عادي، ومنه الذي ترقص نشوة وانت تقرأه لما فيه من إبداع، وقد كتبت في معظم الاجناس الادبية ولكن كما تفضلت استهوتني القصيدة العمودية وأخذت مني كل مأخذ ربما شدّني إليها موسيقاها وربما لأنها سيدة أدب المنابر …كل ما أكتبه ماهو إلا عصاي التي أهشّ بها على أحزاني و أتوكأ عليها لأصل إلى حلمي ولي فيها مآرب أخرى…
من نصوصي النثرية هذا النص:
اتهموني بالشعوذة لأني خبأتُ في إحدى جيوبِ مُقلتي دمعةً فتحوَّلت إلى سكاكر وزّعتها على أطفال قلبك …..
اتهموني أني شاعرة لأني نظرت إلى عينيك المتعبتين فتحولتا إلى غابة نضرة

اتهموني بالنرجسيّة عندما مارست الصمت في حضرة الحب والجمال…لم يعلموا أني أختلي بنفسي في غار حِرائك …..

كم اتهموني بالجنون والتملّق وأنا أقف على قدم وساق في طابور طويل أنتظر شهادة فوق ثراك الطاهر…
وكم وكم وكم…..
كانوا كلما ألقوا عليّ اتهاماتهم ألقيتُ لهم قلبي ليلتقِفَ مايأفكون…..وقشرتُ اللوز و الكستناء لأُشبعَ نهمَ أسئلتهم ….

* ـ استحدثت بحراً شعرياً جديداً وهو ( بحر الرنا) ، الأمر الذي اثار الكثير من الجدل بين علماء اللغة والنقاد..هل تحدثينا عن هذا البحر …؟
الشاعر بطبعه مزاجي تارة يكون متمرداً..يحب التغير والخروج عن المألوف و كسر القوالب المعدة له مسبقاً، ويحبّ أن يفكر خارج الصندوق ، وتارة أخرى يكون رومنسياً هادئاً مسالماً عاطفيا….
وأظنني عندما استحدثت (بحر الرنا) كنت في حالة من التمرّد المنضبط إذا صح التعبير …فقد خرج هذا البحر من رحم البحور الفراهيدية ولكن بكسر إحدى قواعده وهي التماثل والتوازن في التفاعيل بين شطري القصيدة …حيث استعملت احد البحور المهملة وهو بحر المضارع في او شطر من البيت وأما الشطر الثاني وهو العجز عكست تفاعيله لتصبح موسيقا البيت اكثر حيوية وقد سبقني لهذا في بحر الخفيف الشاعرالعراقي احمد مطر ، وأ علمت لاحقاً أن العصر الأندلسي كان زاخراً بهذه المحاولات ولكن في بحور أخرى.

* ـ تم تصنيفك ضمن ديوان “شعراء الشام المئة”، وديوان “شعراء الوطن الألف” كيف تم التصنيف وما هي المعايير التي اُتخذت في هذا التصنيف…؟
صحيح تم تصنيفي ضمن هذه الموسوعات و أيضاً ضمن موسوعة الشعر النسائي للباحثة المغربية فاطمة بوهراكة خلال فترة زمنية حددتها الباحثة.
التصنيف أتى حسب جودة الشعر ومدى شهرة الشاعر في أرض الواقع وفي وسائل التواصل الحديثة وبالتأكيد هناك معايير أخرى لست على علم بها.

* ـ شاركت في برنامج امير الشعراء ..هل لك ان تحدثينا عن تجربتك ؟
مسابقة امير الشعراء التي شاركت فيها كانت محطة مهمة في حياتي أضافت الكثير لرصيدي، وقد تعرفت من خلالها على الكثير من الشعراء وتجاربهم الشعرية والأدبية، هي مسابقة مهمة، وبالطبع لا يوجد عمل كامل ولايخلو من الأخطاء.
وقد أفرحني جدا فوز الشاعرة العمانية عائشة السيفي، كأول امرأة تفوز بلقب أمير الشعراء منذ بداية المسابقة عام 2007. و لايهمني أبداً ماقيل من سلبيات حول فوزها، مايهمني هو القسم الممتلئ من الكأس.
واعتبر فوزها، الذي جاء متزامناً مع يوم المرأة العالمي، ماهو إلا تكريماً مستحقاً للمرأة الشاعرة التي عانت ومازالت تعاني من التقليل والازدراء أحيانا من موهبتها.

* ـ هناك عناية خاصة باللغة ومفرداتها في قصائدك، وكأن اللغة غاية بحد ذاتها.. ؟
الشعر واللغة العربية مرتبطان ارتباطا وثيقاً فالتمكن من اللغة أداة أساسية لنبوغ الشاعر ولصفاء شعره، كما للشعر منذ القدم دور اساسي في الحفاظ على اللغة …وقد قلت ذات شعر:
الشعر في لغتي سما وتهذّبا ربيته أمّاً فأصبح لي أبا
ورضعت من ثدّي البلاغة أنهرا وفطمت عن زلّاته مُستعذبا
وطبعا علينا الا نغفل عن بقية أدوات الشاعر التي تجعل الشعر أعذب وأقرب إلى قلب المتلقي.

*ـ ملفتة جداً الصور الشعرية الحلوة في قصائدك.. ؟
بصراحة أعمل دائماً على التجديد في الصور وابتكارها سواءً تمّ ذلك في الوعي الشاعري لديّ أو اللاوعي بالإضافة لذلك على الشاعر التجديد في المواضيع المطروحة
و في هذا السياق أقول هنالك شعراء يعيشون في كثير من الأحيان حالة غريبة وأنا منهم هذه الحالة هي الحالة البينية وقد اسميتها في إحدى قصائدي مابين بيني إليك أبياتها

ما بينَ بيني

بيني وبيني محيطٌ كيف أقطعُهُ
متى الأمانُ بهِ أو أينَ موقعُهُ؟

بيني وبيني غيومٌ أمسكت قمراً
أرخى ستاراً وفي عينيَّ مطلعُهُ

فمُ الليالي يغنّي جرحَهُ ألماً
ومن لهُ أذُنٌ أصغت ستسمعُهُ

قلبي يكابدُ أشواقاً تُفتِّتهُ
أليسَ في الغيبِ ميقاتٌ يجمِّعُهُ؟!

أنا التي ماخشيتُ الدهرَ أزمنةً
وأخطبوطُ الردى تلتفُّ أذرعُهُ

إمّا مسكتُ زمامَ العمرِ في وجلٍ
جدارُ خوفي يواريني وأمنعُهُ

وكلّما خجِلَت مرآةُ تجربتي
أخفيتُ وجهي وكَفُّ اللومِ تصفعُهُ

فكيفَ ضيّعَ حِلْمي رأسَ حكمتهِ
هل صادفَ الحِلْمُ أهواءً تُضيّعُهُ

لو أبصرَ القلبُ ما في الكونِ من عَجَبٍ
على سرابِ الدُنا ما دلّ إصبعُهُ

* ـ تبدو المؤثرات الدينية واضحة في العديد من قصائدك،وغالبا ما تلجئين للتناص القراني… ؟
ربما هذا نتيجة حفظي للكثير من السور القرآنية…ولكني أحاول ألا يجرفني التيار كثيراً…فالتناص سلاح ذو حدّين نستخدمه إما للتذكير بحادثة وربطها بمدلولات القصيدة أو لإعطاء عبارة التناص مدلولا مختلفا أو إضافياً.

* ـ كأنك تميلين أكثر إلى الشعر الغزلي.. ؟
هذا صحيح، أميل لالقاء القصائد الغزلية على المنبر لأن الحضور يميلون إلى ذلك ….و أما عن نفسي فأرتاح كثيرا اثناء كتابته لدرجة أن قصائدي الوطنية كانت على لسان عاشق معاتب.. وبالطبع أكتب في جميع الأغراض الشعرية واكثر من الشعر الوجداني وأبتعد عن شعر المناسبات وعن هجاء الأشخاص أو تمجيدهم.

* ـ تقولين : ويقيمُ في وحي الهُيام ِ فرائضاً /والله يعلمُ بالقلوبِ وما خفي متوحِّدٌ في ذاته بحبيبه / متكاملٌ في عشقهِ المتصوفِ والسؤال ماهو مفهوم الحب عند الشاعرة رنا ..ولماذا هذا الجنوح الصوفي في قصائدك؟
الحب هو إكسير الحياة بالنسبة لي …لاحياة بدون حب …هل لك ان تتخيل علاقة خالية من الحب بين الأم و ابنها مثلاً او بين الزوجة وزجها …أكثر مايخرجني إلى عوالم أخرى ويجعلني أطير أن أرى عاشقين او أن أقرأ شعراً عن الحب العذري. أما عن التصوف في شعري فهو من باب التنويع ليس إلاّ ولم أتقصده بحدّ ذاته بل الحالة الشعورية هي التي تفرض عليّ ذلك. وفي ذلك السياق وصفت في قصيدة /من وحي الغرام /حالة العاشق إليكموها:

مَن كانَ في صلبِ الفؤادِ و سائلِهْ
ما احتارَ من نبضِ السؤالِ و سائلِهْ

ولشاقَهُ زمنُ الوصالِ وسحرُهُ
فَأناخَ قربَ القلبِ كلّ وسائلِهْ

وَ لَزادَ من وحي الغرامِ فرائضاً
أنّى يجدْ وقتاً لبعضِ نوافلِهْ

هذا الذي فطرَ التنائي قلبَهُ
وتجاوزت عينُ الرضا عن قاتلِهْ

جهراً يغنِّي سرَّهُ بتبسُّمٍ
صبٌّ و يؤلمهُ غناءُ بلابلِه

ليلاً يناغي بالمحبةِ نجمَهُ
بالفجرِ يُسقى من دموعِ جداولِه

مازالَ يهذي والهاً ويُطالعُ
الحظَّ الخفيّ على كفوفِ سنابلِه

ما ضرهُ نظرُ الحسودِ لحالِهِ
أو شابَ صفوتَهُ كلامُ عواذلِه

ما مسَّ غوغاءٌ نداءَ يقينهِ
شوقاً فشوقاً جُنّ شوقُ رسائلِهْ

ذكرى فذكرى ذابَ جِرمُ شموسهِ
فحروقُ اهلِ الأرضِ جُرمُ هواملِه

مِن أينَ يأتيهِ التصبُّرُ ساعةً
من بات وجدُ الحُّبِّ مُثقِلَ كاهلِه

* ـ لافت عنوان مجموعتك الأولى (عتاب البنفسج) ..لماذا اخترت البنفسج تحديداً ..؟
لون البنفسج من الألوان التي لها مدلولات فهو لون الاعتدال، ينتج عن كميات متساوية من اللونين الاحمر والازرق. يعتبر هذا اللون رمز للوضوح، ونفاذ البصيرة العمل العاقل والتوازن بين الأرض والسماء، الحواس والروح والشغف والذكاء والحب والحكمة. وهو في مجتمعات كثيرة يدل على ماوراء اكتمال السر…. ولاتنسى دلالة زهر البنفسج و الأغنية المصرية المشهورة عنه لكاتبها التونسي محمود بيرم .

*ـ يُقال ان من عزاءات الأزرق أنه حين يذبل يميل إلى البنفسجي، والوردي أيضاً إلى الخمري..الشاعرة عندما تذبل إلام تميل…؟
عزائي أنه عندما أذبل سأميل إلى لون الشفق وعندها ستطير الفراشات من على فستاني الملون محلقة في الفضاء الواسع متنقلة من زهرة يانعة لأخرى لتنشر جمالا عملت له طيلة حياتي .. وأن عصافير كلماتي ستبقى تزقزق بأجمل الألحان مع كل صباح جديد ..وأن الينابيع التي فجرتها بعصا حروفي ستبقى ترفد الأنهار لتسقي العطاش من أرض وروح وسيبقى النبيذ الحلال الذي عصرته بأبياتي يثمل المريدين من بعدي .

* ـ تضمن ديوانك عتاب البنفسج ( 28 قصيدة) عمودية، في حين كانت هناك قصيدتا تفعيلة فقط عن الام والأب ..لماذا ؟
عندما كتبت القصيدتين _وبينهما فترة أشهر قليلة_كنت في حالة شعورية متخمة.. كانت الأفكار تسبقني بأشواط تنصب علي دفعة واحدة واحاول لملمتها بسرعة.. كانت حالتي أشبه بيوم عاصف ممطر وأنا على يقين أنها أينما أمطرت فستمطر على أرضي فلم يكن الجنس الأدبي مهماً في تلك اللحظة…..
علماً اني في ديواني الثاني (تراتيل الحصاد) أدرجت قصيدة تفعيلة واحدة، اما الديوان الثالث،والذي هو الآن قيد التنضيد من أجل طباعته بإذن الله، فقد ادرجت فيه العديد من نصوص التفعيلة والنصوص النثرية .. ولكن يبقى للقصيدة العمودية المساحة الأوسع.

* ـ أيضاً ..غالبًا ما تأخذ قصائدك منحى سرديًّا عميقًا. وكأننا نقف أمام حكايات شعرية مثل قصيدة ) شهر زاد الحكاية ( ..ما الذي يحدد شكل القصيدة عندك…؟

لا يستطيع الشاعر تحديد الشكل وإنما هناك عوامل عدة تجعله ينساق وراء شكل ما و أما في الشكل السردي او المسرحي فالمضمون والسياق والحدث الذي تريد التعبير عنه ففي قصيدة شهرزاد الحكاية كنت أصف ليلة من ليالي شهرزاد والتي سُكت عنها في قصة الف ليلة وليلة ….فجاءت في شكل سردي مسرحي حواري قصصي…وفي قصيدة/ ألا أفيقي/أيضا اتخذتُ منحى قريب من ذلك حيث حددت زمان الحدث وهو الصبح ومكانه وهو مخدع العاشقين والمشاعر التي تنتابهم عند إشراقة الشمس في يوم جديد لحب متجدد…إليك وإلى قرّاء مجلتكم الأعزاء تلك القصيدة

ألا أفيقي

ويهمسُ لي: “رنا يَ” ألا أفيقي
فكم يشتاقُ صبحي للعقيقِ

أفيقي يا سنا روحي ودفئي
تأخّر وهجُ عينكِ في الشروقِ….

يدغدغُ همسُهُ أوتارَ قلبي
فيصحو الكونُ من نومٍ عميقِ

وأخفي بسمتي عن ناظريهِ
فيفضحُ حيلتي ضحكُ الخفوقِ

وإن أحتلْ عليهِ فذا لأني
طلبتُ الماء من نبعٍ دَفوقِ

تُقبِّلُ شمسُهُ أزهار خدّي
فألثمها و أمنحها رحيقي

ويتلو الوجدَ جهراً في زفيرٍ
فأتلو العشق سرّاَ في الشهيقِ

ويحدثُ أن أغالبَ موجَ شوقي
فكيفَ يدايَ مُدّت للغريقِ

ويحدثُ أن يعانقَ جمرَ قلبي
ليلتقيَ الحريقُ معَ الحريقِ

وكم يصحو الهوى والعينُ وسنى
ليشفيَ شهدُنا أثرَ الحروقِ

وليس يتوهُ صبٌّ عن خفوقٍ
فأهلُ الحبّ أدرى بالطريقِ

“رناكَ” أصابها أرقُ السُكارى
فحسبُكَ أن همستَ لها

* ـ يسجل لك جمالية استهلال قصائدك ..فغالباً ما تختارين بيت جميل يشد القارئ لمتابعة النص بشغف ..مثل قولك: منْ حرقةِ الوجدِ أم من غصةِ العبرِ / اركان روحي تداعت ساعة السفرِ
البيت الاستهلالي في القصيدة هو مفتاح النص للمتلقي وهنا تظهر براعة الشاعر وذكاؤه وتمكنه من أدواته عند هذا البيت او هذه العتبة سيقرر القارئ متابعة القراءة أم التوقف والبحث عن شيء آخر يشد انتباهه اكثر وخصوصا في عالم وسائل التواصل الحالي حيث زاد بشكل لافت ما يشد القارئ او المتابع

* ـ تملكين طريقة جميلة جداً في الإلقاء .. هل يمكن الحديث عن دور الإلقاء الشعري؟
الإلقاء هو الباب الأوسع الذي تستطيع من خلاله العبور للوصول إلى أفكار ومشاعر المتلقي وكلما تماهى الشاعر اثناء الالقاء مع كلماته وعبر عن معناها من خلال هذا الاندماج والتماهي كلما نجح في مهمته وذلك عند البعض موهبة اوملكة كما هي كتابة الشعر تماما ونستطيع امتلاك ناصيتها من خلال المران والتدريب ومحاولة استحضار المشاعر التي كتبت اثناءها القصيدة …طبعا كل ذلك يجب ان يكون دون المبالغة او الاسفاف.

*ـ طلب أخير ..هل يمكن تقديم قصيدتك الحوارية ( شهرذاد الحكاية )

_أعتبتَ أنّي للهوى لم أسرعِ
وعجبتَ عند تململي وتمنُّعي؟!

وتساؤلٍ حول الغرامِ يُعيدني
طفلاً،فهلْ لي بالجوابِ المقنعِ؟

هل شهريارُ ينامُ طوعاً طائعاً
والحبُّ صاحٍ وجدهُ في المخدعِ؟!

أم شهرزادُ تشابهتْ كلماتها…؟
في الحبِّ ألفُ حكايةٍ…. لاأدّعي..

أوَ ما رأيتَ بمُقلتيَّ صبابةً
-تَسبي الفؤادَ-غنيمةَ المتلوِّعِ؟!

أوليسَ من شيمِ الكرامِ لظامئٍ
إكرامُ ضيفٍ محرِمٍ متمتِّعِ؟!

يابنتَ وهجِ الشمسِ -مهلاً-أقصري
كُفّي ملامكِ بالهوى وترفّعي

ودعي الهواجسَ والوساوسَ جانباً
وتوضأي بالفجر حتى تسطعي

إمّا رأتْ عيناكِ وجدَ مَحبَّتي
فإلى وجيبٍ بالفؤادِ تسمَّعي

فأنا وأنتِ قصيدةٌ مجنونةٌ
عنوانها “ياحلوتي كوني معي”

لسنا ضرائرَ في قصائدِ شاعرٍ
فحروفنا نورٌ جليٌّ إن تَعي

يا مسرفاً بالقتلِ أمسكْ،إنّني
أحيا لألقى في وصالك مصرعي

أحتاجُ أن تنسى دروباً سِرتها
من دون أسفاري لِتعبرها معي

فَابْسُطْ ربيعكَ بالصَّبابةِ والصَّبا
فإليكَ منكَ تَبرْعُمي وتضَوُّعي

مازال في قلبي نداؤكَ عازفاً
يجتاحُني بنسيمهِ المُترجِّعِ

يا ربّة البوحِ الملامسِ أضلعي
جودي بترنيمِ الحكايا ،أبدعي

قولي أحبُّكَ كيفما شاءَ الهوى
واستنشقي عشقَ الجنونِ تمتّعي

هيَّا تعالي وارشفي كأسَ الهوى
لاتمْنعي صبّاً ولا تَتمنَّعي

وتغلغلي بين الهواء بشهقتي
و على الفؤادِ وعرشه فتربَّعي

وتمايلي وتغنّجي وتدلَّلي
وتنقّلي بين العيونِ وأضلعي

ولتستبيحي كلَّ شبرٍ داخلي
واستوطني مدنَ الهوى وتوسّعي

ولتكتبي ماشئتِ أو فلتشطبي
لِسوى أوامر ِحُبِّنا لا تخضعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى