مقال

رحلة غيرت وجه العالم

بقلم: إيمان عبد الحافظ

العام ١٤٤٥ هجري.. تتقادم السنون وتمضي لتعلم جيدََا أن الهُويَّة الحقيقية في الأحداث الفاصلة، في الأحداث التي يصعبُ للزمن تهميشها وتركها، بل يعيدها مرة واثنين وثلاث وإطلاقاً؛ حتى تعلَّم جيدًا أننا جزء لا يتجزأ من وقائع عظيمة صنعتنا، وكانت سببًا رئيسًا في ولادة عقولنا، ما إن ابتعدنا عنها مضغنا الزمن بانتهاس وانتهاش لأجسادنا المتهالكة، وتركنا كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء.

فلا يغرنك فتى الزمن الحاضر ونقده الطويل لشيخ الزمن القديم، فلولا الماضي لما وجد الحاضر بكل خضمه وصخبه..

أنت ولدت على فطرة حفظت كيانك الإنساني ونال شرف رعايتها الدين الإسلامي، فطرةٌ تتسامى فوق كل فكرة عابرة لعبت بها أيدي الزمن وتركتها تبكي بلوعة على كسرها، فطرةٌ تفطَّرت لأجلها أشرف قدمٍ وطأت الأرض منذ نشأتها وحتى زوالها، ليصيح الأثرُ من بعدها: أنْ تشبثوا بدينكم وغادروا كلَّ فكرة تنازعكم فيه؛ فوالله لن تكونوا أعزاء بدونه ولا شرفاء بهوانه ولا رابحين إلا بتخلقكم بمكارمه، فاحفظوا خطى رسولكم واصدقوه قلوبكم كما صدقكم نبوءته ورسالته الخالدة.

“هاجرت يا سيد الأكوان متجهاً
نحو المدينة داراً كنت تبغيها
هذي المدينة قد لاحت طلائعها
والبشر من أهلها يعلو نواصيها”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى