شعر: هلال السيابي
اسطنبول ١ من صفر ١٤٤٥ هجرية ١٨ من أغسطس ٢٠٢٣م
يخلٌّدُكِ الجلالُ، فأيٌُ شعر
يقوم بما سموتِ وأيٌُ سحر!
***
وتركع دونَ هامتكِ القوافي
– وإن جلٌَت – ويقصر كل نثر
***
كأنٌَك لم تكوني غيرَ آيٍ
يقصٌّر عن مداها كل سرِّ
***
فإن تقفِ القرون لديكِ خجلى
فكم فخرت بآلك يومَ فخر
***
زهت بك في تقلبها الليالي
كأنك زهو محتدها الأبرِ
***
فكنتِ لآلِ قسطنطينَ تاجاً
يسيرُ مع الكتائب أينَ تسري
***
وصرتِ لآل عثمانٍ سماءً
تطلٌُ على الورى أبداً بفجر
***
فيا دار السٌعادةِ أيٌُ مجدٍ
ولستِ لأهله أبداً بظئرِ!
***
رسمت على السموات العوالي
نجومك، فانثنت بالأرض تزري
***
فكيف مشيت بالدنيا كتابا
ودِنتِ الأرضَ من سهلٍ ووعر
***
نَفَستِ الصولجانَ على دمشق
وكانت موئل المجد الأغرِ
***
ورعت جبين بغدادٍ، وكانت
عرين المجد في نهي وأمرِ
***
كذاك الدهر مُصطَخباً، فلم لا
تكوني للقلادة خيرَ نحر!
***
ولم يكُ غيرما قدرٍ كريمٍ
يُقَسٌَمُ في الورى أبداً بقدر
***
ولكن ماله إلا العوالي
مقرُُ مورقُُ أو كالمقر
***
فإن صِحبَ النهى بلغ الثٌُريا
ونافَ مع الهداة بكل عصرِ!
***
وأنتِ جمعتِ مضربَ كلٌّ مجد
على كلتا يديك وكل فخرِ!
***
أيا دار السعادة حدثيني
حديث الخالدين بكل فخرِ
***
وكيف زرعتهم في الأرض شهبا
تمور بها كتائبهم وتسري
***
وكيف ملأت دنيا الناس زحفا
بكل موفق الضربات نمرِ
***
يسير النصر حيث القوم ساروا
ويهتف باسمهم في كل قطرِ
***
أتيتك والهوى بيَ مشرئب
ووجهك مشرق القسمات يغري
***
أسائل عن نجومك أين ولت
وهل تسري النجوم لغير فجرِ!
***
وأين ملاعب الفرسان أضحت
وهلاٌَ من مِكَرٍ أو مفر
***
وقفت على القصورِ فسالَ دمعي
وجئت إلى الرسوم فضاق صدري
***
تحدٌِثني القصورُ حديث شَاكٍ
فأحزن للحديث المسبكرِ
***
وتوحي لي الرسوم الوحيَ يهفو
له قلبي وإن قد عيل صبري
***
وما وجعي سوى للعرب باتوا
سكارى في الحياة بغير سكرِ
***
فهذا سائر في كيد هذا
وهذا موغلُُ في كل مكرِ
***
يلاقي الدين منهم مايلاقي
ويلقى المجد منهم أي شرِ
***
فيا لله من زعماء سوء
ويالله من زمني وعصري!
***
سلاما يا لباة المجد هلاٌَ
أبنتِ عن الحديث المُسبَطِرٌ
***
فكيف صرمتِ حبلَكِ بعد عهد
بقسطنطين مؤتلق المَجَرِ
***
تعالوا فيك عهداً مشرئباً
وصالوا منكِ في بيضٍ وسُمرِ
***
ودانوا الدهرَ فيك، ولم يبالوا
بما للكون من عزٍّ وأمرِ
***
كأن الكون من شرق لغرب
لهم أبدا، ومن بَرٍ لبَحر
***
يسوسونَ الديارَ بنابِ ليثٍ
ويأتون الأمور بكل غدر
***
إلى أن جاء “خالد ” والتقاهم
على “الفيحا” بكل فتى أغرِ
***
فكانت دورة المجد المعلًى
كذاك السفر ملمُحه بسطر
***
تلاقوا بالشآم فسل رباها
عن الفرسان في جرد وضُمرِ
***
وكيف غدت بأهل الله تزهو
وسيف الله من نصر لنصر
***
وجاءكِ آلُ عثمانٍ عظاماً
يفدٌُون العلى بشباً وبتر!
***
فجلٌَ بك الهدى فجرا مضيئا
سفرتِ به على بدوٍ وحضر
***
تهابك في تعاليها الصياصي
وتحذرك المدائن يومَ كر
***
فمن “كالفاتح” العَلَم المجلي
و”ذي القانون” في بأس ومَجْر
***
لقد رفعوك كالأسد الضواري
بنابٍ منهم عالٍ وظفر
***
وجاء عقيبَهم غاوٍ مضلُُ
حقودُ الصدر، ذو صَلفٍ وكبر
***
رأى في الدين رأي أبي رغال
وكم ساس البرية ذو تجري!
***
فما فتئت يداه تكيد كيدا
لدين الله في ضر وشر!
***
ويأتي اليومَ “طيٌّبك” المرجى
فهل قد آذن الدنيا بفجر!
***
سلاما أردغانُ سلامَ حرٍ
وعتباً أردغانُ عتابَ حر!
***
مدحتك مذ سمعتك قبلُ تدعو
إلى الإسلام في وَعيٍ و بِر
***
فقلت الفجر آذن بانبلاج
وقلت الزهر فاح بخير عطر
***
وقلت لعله من نحو بدر
تجلى البرق منبلجا ببدر
***
فأرسلت الدراري من قصيدي
إليك، وبتٌُ أرفقها بدري
***
ولكن والأسى نبأ خطير
أراك عدلت عن يسر لعسر
***
وجئت الشام منطلقا كنسر
ولم تك للهدى أبدا بنسر
***
لقد أضللت جيشك عن هداه
فضل، وبات في إثم ووزر
***
ولستُ أخال ما قد جئتَ إلا
بوحي مٌا، وأنتَ بذاك تدري!
***
أجل يا أردغان، فكن حذورا
فليس الغرب بالهادي الأبر!!
***
لهم في كل يوم ألفُ أمرٍ
يكيد الدٌّينَ بالحدَث الأمَرٌّ
***
رمونا في العراقِ بكلٌّ خطبٍ
وجاشوا بالشآمِ بكلٌّ نُكر
***
وطمٌَت ليبيا منهم وغيظت
وقدسُ المجد تشكو كلٌ مُرِّ
***
فمالك والتعاون مع غواة
ولم يك أمرُهم أبدا بِسِر!
***
ومالك والشآم وأنت جارُُ
تسير إليه في كر وفر
***
أمالك من سنا “الحجرات” هادِ
وكيف رميت ويحك كل حِجر!
***
أعد بحث القضية علٌ نورا
يشع به السلام سناً ويسري
***
فإن سلامة الأوطان أمر
يعز على التطاول والتجري
***
فكن بالله معتمدا، وإلا
فإن الشر يرمى بالأشَرِّ
***
وصُن تاج الخلائف فالمعالي
مورثة لكل فتىً أغر
***
رعاك الله إن تسمع لقولي
فإن الحق وضاء بشعري!