في ظلال الانقسام الفلسطيني
محمد زهدي شاهين
يتعمق الانقسام الفلسطيني يوماً بعد يوم، وها هي انيابه تنغرز في جسدنا الفلسطيني المنهك، وتنهش وتقضم لحمنا قطعة تلو قطعة رويداً رويدا، والخوف كل الخوف من بقاءه وتمدده.
وهنا لا بد لي من طرح السؤال التالي: هل اخطأت حركة حماس يا ترى؟.
وهنا اجد الاجابة ماثلة أمامي نعم لقد اخطأت، وهناك الكثير من قادتها أقروا بهذا الخطأ. ومن باب عدم الكيل بمكيالين، ومن باب الرؤية بكلتا العينين فهل هي وحدها يا ترى من اخطأت؟ طبعاً لا، فالأداء السيء لبعض القادة والمسؤولين في تلك الفترة كان عاملاً مساعداً لارتكاب ذلك الخطأ الجسيم، ومع هذا لا يوجد أي مبرر أو مسوغ لارتكاب مثل الأمر.
للأسف جغرافيتنا مقسمة بين الضفة وغزة والقدس والداخل، وسياسياً ايضاً منقسمون على ذاتنا. حتى قوانيننا هنا وهناك متمايزة. ولهذا الانقسام ايضاً بعد اجتماعي كذلك، فما آن لهذا الهراء أن ينتهي.
لهذا يجب على كل القادة الفلسطينيين الا يضلوا الطريق من اجل انهاء هذا الغول وتغوله على الحالة الفلسطينية. ويتأتى ذلك من خلال قتل الفئوية والنزعة الفردية في قلب أي منهم، فالانقسام ليس مصلحة بل مفسدة، ودرء المفاسد يا سادة كما تعلمون أولى من جلب المصالح. لهذا يجب علينا أن نعمل جميعاً على أن لا تتبخر الجهود من اجل لملمة جراحنا وانهاء هذا الانقسام، ووضع برنامج وطني متكامل الاركان من اجل تحقيق وحدتنا الفلسطينية.
إن وثيقة الاسرى للوفاق الوطني تعد بمثابة ارضية صلبة ومتينة من اجل الانطلاق منها ومن خلالها نحو رأب الصدع الفلسطيني.
أمامنا الآن العديد من الملفات والقضايا التي يجب علينا معالجتها، من ضمنها وفي مقدمتها انهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة الوطنية، وصياغة برنامج وطني متكامل الاركان، واستنهاض وترتيب البيت الفتحاوي….. وكل هذه الملفات يتم معالجتها رزمة واحدة من خلال التمسك بالنهج الديمقراطي واحترامه، وذلك يأتي وفق الرؤية التالية.
الاعلان عن موعد لإجراء الانتخابات العامة الفلسطينية، الرئاسية والتشريعية في اقرب وقت ممكن، من اجل تعزيز الديمقراطية والمشاركة السياسية في صناعة القرار الوطني. من ثم اعلان ترشيح الاخ الرئيس محمود عباس كمرشح للرئاسة الفلسطينية عن حركة فتح، وترأس شخصية وطنية من اعضاء اللجنة المركزية قائمة الحركة لخوض الانتخابات التشريعية، ويتحتم بأن يكون لها قاعدة جماهيرية عريضة في اوساط الفلسطينيين بشكل عام والفتحاويين على وجه الخصوص، ويجب أن يكون هذا الشخص مؤهلاً بأن يكون رئيساً وقائداً في آن واحد.
في هذه الرؤية نحقق عدة اهداف جملة ورزمة واحدة. بحيث ستكون حركة فتح وفق هذه الرؤية الاكثر فرصاً في نيلها ثقة الناخب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء، مما يعني بأن هذه الشخصية الفتحاوية ستكون رئيساً للمجلس التشريعي، الذي من مهامه تعويض رئيس الوزراء في حال عدم قدرته على أداء مهامه، وكذلك يقوم بتعويض مكان رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية في حال شغور المنصب لأي سبب كان لمدة لا تتجاوز ٩٠ يوماُ يجب خلالها اجراء انتخابات لانتخاب رئيس جديد.
لقد كثر مؤخراً بث الاشاعات المغرضة التي تتعلق بصحة الرئيس الفلسطيني ومن سيخلفه في هذا المنصب، وفي ظل عدم اجراء الانتخابات ستكون هذه بمثابة قفزة في الهواء، والسير بنا نحو المجهول