فُقراءُ تعرفُهُم دروبُ العاصمة
مصطفى مراد
فُقراءُ تعرفُهُم دروبُ العاصمة
وَتكادُ تحكي عن يقينٍ جازمة
///
عَنهم وعن كُلِّ اللذينَ تناثرت
أشلاءُهم وتطولُ تلكَ القائمة
///
وَيلاهُ يا شهداءُ ما هو ذنبُنا
تِلكَ الزعاماتُ اللئيمةُ عازمة
///
إلَّا ترانا غير قَتلى أو نمو
تَ بحسرةٍ طالت اذن هي ظالمة
///
إن أمهلتهم أو تَباطأ فتكُها
بِعقوبةٍ للفاعلينَ وصارمة
///
مَالي بذلكَ غاية ٌ أو أدعي
أو جِئتُ بالعجبِ العُجابِ، بغانمة !
///
لَكنهُ الصوتُ الجريحُ بداخلي
سَيظلُ يصرخُ والقصائدُ عالمة
///
وَكأنَ ما حولي يطيرُ وأنّني
مَعهُ أطيرُ بوهجِ روحٍ حالمة
///
فِي برزخِ الصمتِ الرهيبِ ولا أرى
إلّايَ والكلماتُ كانت عائمة
///
وَالسطرُ موجٌ ظامئٌ لا ينتمي
لِهوى البياضِ وان كفي آثمة
///
وَبألفِ سرٍ من غموضِ تَصوري
فَوضى خيالي في خيالي حازمة
///
أهذي بما أُوتيتُ من صخبٍ هُنا
وَهمومُ قلبي فوقَ قلبي جاثمة
///
مَضتِ السنينُ تَساقطت من عُشِّها
وَكأنَّها وبعصفِ ريحٍ قادمة
///
ذّاكَ الدقيقُ تطايرَت ذراتُهُ
بَينَ الأصابعِ والخسارةُ صادمة !
///
مَا كُنتُ أحسبُ وانتبهتُ فلم أجد
إلّا فواتَ أوانِ نفسٍ واجمة
///
خُدِعت بأنفاسِ الضياءِ فَهَوَّمت
لِليلِ عائذة ً بشكوى عارمة
///
خَجْلا واربكها المجيءُ تحججت
بِالعذرِ واللاعُذرِ قالت: نادمة
///
خُذني اليكَ لعلني إن انتهي
مِمّا تخطّفني سارجعُ سالمة
///
لِلآن َ يقتلنا الجميعُ ولم نَمُت
ضَحِكَ الضحايا والقيامةُ قائمة
///
وَالكلُّ يضحكُ أنَّ شيئا لم يكُن
نَظراتُهُم بخطى التجاهلِ هائمة
///
يا ألفَ عارٍ تركبونَ وكلُّكم
أبناءُ فاعلةٍ علامَ اللائمة