لمْ يختمرْ نعناعنا
جهاد سليمان /شاعر سوري
ـــــــــــــــــ
لحبيبتي قمرٌ
على شرفاتِ قلبي
يستحي لو أنّني شرّعتُ نافذة َالهوى
لو أنّني
وَاربتُ للعشقِ المُشهّى ألفَ بابْ
لحبيبتي شَغَفٌ بتعذيبي
وتقليبي
على جمرِ الحضورِ كما الغيابْ
لحبيبتي
وَلَهٌ بأسرارِ التخفّي
و التجلّي
والذّهابِ مع الإيابْ
تنأى إذا أدنو إليها نبضَةً
وإذا ادعيتُ النأي
تدنو والضبابْ
يا ظمأتي
ونميرَ ماءٍ قد غَصَصتُ برشفهِ
إني نُذرتُ لجنّةٍ
مصلوبةٍ من فوقِ أعتابِ السّرابْ
وحبيبتي
خرجتْ لتوٍ من يد ِالله القديرِ قصيدةً
ومشتْ على قدمين ِلكنْ
لم يزلْ
متأرّجٌ منْ وقْعها كلّ التّرابْ
لحبيبتي صوتٌ
يشظيني نجوماً خلف َأمداءِ الجّهاتْ (١)
صوتٌ يقلّمني عظاماً
عنْ ثقوبِ الرّوحِ يمسحُ عتمةً
ويطيرُ بي صوب َالسّحابْ
لحبيبتي كفٌ يعلّمني الصلاةْ
أحتاجُ لو حاورتهُ
ـ من رقةٍِ سُكبتْ بهِ ـ
ُ شعري وسبعاً من لغاتْ
يا كفّها
اسقِ عطاشَ الوردِ في صدري قبيلَ تصحري
و قبيلَ دمعٍ لم يعدْ
يجديهِ ما قد أثمرتْ لغةُ العتابْ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وعلى فؤادي قد وقفتُ مدارياً
رعشاتهِ
وهي النّسائم قد مَرَرنَ ماسحاتٍ وجهَ آبْ
وبنظرةٍ عجلى إليّ تفحّصتْ
خجلي وبعضَ تلعثمي
وأنا المُفوّهُ بالقصائدِ والحكايا
كيف تُربكني بنظرتها المهاةْ
وقرأتُ في عينيها كلّ قصيدةٍ رمزتْ إليَ
وغابَ عنّي ما يواريهِ الكلامْ
وكرهتني
يوماً مررتُ رياضَ شعركِ عاجلاً مرّ الكرامْ
ياليتني
بعد انتصافِ الشوقِ كلّ تذكرٍ
قد رحتُ صوبَ كرومها متسلّلاً
فتمرّ بي عيناها كلّ صبيحةٍ
قدْ تُقرآني
ما تحبّ من السلامْ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وحديثنا من شاشةٍ
وسألتها خجلاً لقاءً عابراً
والشعرُ ثالثنا ولو شئتِ اتخذتِ مُرافقهْ
كتبتْ إليّ : موافقهْ
وسَنسرقُ اللّحظاتِ من جيب الزمانِ
كعاشقٍ
وكعاشقهْ
وسأحتسي
من غابةِ البنّ المنقّى في عيونكَ قهوتي
وستشربُ النعناعَ طهراً طازجاً من مقلتي
وسنلتقي
في كفّ غيمتنا الوحيدةَ تزدهي
ما بينَ بحرِ جنوننا
وسماء ِشعركَ عالقهْ
كتبتْ صباحَ لقائنا:
هذا زكامٌ غادرٌ هُتكت ْ لهُ أضلاعنا
عامانِ مرّا
والوعودُ سحائبُ الصّيفِ المريرِ
ولا رياحاً قدْ ركبنا
في بحور سكوننا
ولم يزلْ
مُتأهّباً صوب َالجّنانِ شراعُنا
كتبتْ بآخرِ مرّةٍ ولتعتذرْ
يا شاعري :
لا تنتظرْ
لم يختمرْ نعناعنا
لم يختمر نعناعنا