تاريخ

قراءة في كتاب: فلورنسا وبغداد: فن النهضة والعلوم العربية

كتاب رائع يعترف بفضل بغداد والعرب والعباسيين على النهضة الأوروبية

عرض ومراجعة المؤرخ: تامر الزغاري
يعتبر كتاب “فلورنسا وبغداد: فن النهضة والعلوم العربية” للمؤرخ الألماني هانز بيلتينج والصادر عام 2011م من أجمل الكتب الأوروبية التي قرأتها، فهو في صفحاته ال312 يعترف بشكل واضح وصريح بفضل بغداد والعرب والعباسيين على البشرية، وهو أمر نشرت عنه أكثر من مرة وبالدلائل المادية، ولكني سعدت بأن أجد هذا الأمر مذكور في مصدر أوروبي حديث.

وتلخيص هذا الكتاب القيم يستحق مقالات ولكن سألخصه اليوم في 11 نقطة، على أن استند لهذا الكتاب كمصدر في مقالاتٍ مستقبلية، وأما ال11 نقطة فهي:

1) لولا بغداد والعرب والعباسيين لبقيت البشرية في حالة من التخلف، وهنا ذكر أن العصر الروماني والذي استمر لقرون لم يحدث فيه نهضة أو تقدم حقيقي بل دخل به الكثير من الخرافات وهذا بعكس العصر العباسي.

2) كرر كثيرا إستعمال مصطلح “بغداد العربية” و”العباسيون العرب” في تأكيد واضح لدور العروبة واللغة العربية، في تحقيق العصر الذهبي زمن الدولة العباسية.

3) مدح التكامل الحضاري زمن الدولة العباسية والتي جمعت أتباع القوميات والديانات المختلفة في تقديم إسهاماتهم العلمية باللغة العربية وبمنظور إسلامي دون طمس أتباع هذه القوميات والديانات.

4) فاللغة العربية كانت لغة العلم التي وحدت الجميع في تقديم إسهاماتهم العلمية بها مهما إختلفت لغاتهم ودياناتهم، تماماً كما هي اللغة الإنجليزية اليوم.

5) مدح المنظور الإسلامي في أنه لم يكن هناك تدخل ديني في البحث العلمي، وذلك لإيمان العرب بعدم التعارض بين الدين والعلم، ولإدراكهم بأن أي إكتشاف علمي سيؤكد ما ورد في القرآن الكريم، وهذا ما عُرف لاحقا بالإعجاز العلمي، وهذا ما جعل علماء عرب مسيحيين يعملون تحت المنظور الإسلامي، وذلك بعكس أوروبا والتي كانت فيها الكنيسة تمنع البحث في مواضيع كثيرة وتعاقب من يخالفها، وأكد أن الأوروبيون لم يتقدموا إلا بعد أن فصلوا الكنيسة عن العلم.

6) مدح الخلفاء العباسيين في رعايتهم للعلم والعلماء وفي وضعهم للقوانين والمحددات والتي أدت للتقدم العلمي، وفي جعلهم من بغداد منارة للبشرية، وهذا ما قلدهم به حكام فلورنسا.

7) أكد أن بداية عصر النهضة الأوروبية كان من مدينة فلورنسا والتي لم تكن لتحقق النهضة لولا جلبها للكتب العربية التي صدرت من العاصمة العباسية بغداد، وكذلك لولا إستفادتها من العلماء العباسيين الذين إنتقلوا لأوروبا بعد سقوط بغداد.

8 ) ذكر بأنه كان هنالك إعتراف أوروبي واضح بدور بغداد والعرب في نهضتهم حينما كانت فلورنسا مركزاً للنهضة الأوروبية، فقد كان فيها علماء مسلمين يعملون دون إضطهاد، ولكن هذا الأمر إختلف عندما زادت الحروب مع الدولة العثمانية فاختفى العلماء العرب والمسلمين من المدن الأوروبية، وكذلك إنتقل مركز النهضة إلى بريطانيا والتي سلكت مسلك إنكار دور بغداد والعرب في عصر النهضة الأوروبية.

9) ذكر أن الإختراعات الأوروبية هي إما من كتب عربية، وإما هي نتيجة حسابات رياضية وهندسية عربية دقيقة طبقها الأوروبيين فنجحوا.

10) إعتبر أن الرسوم واللوحات الأوروبية أدت لثورة فكرية في أوروبا وأكد دور العرب فيها، وشرح هذا الأمر بالكلمات التالية وهي:” التجريد الهندسي العربي أدى للنظرية التصويرية الأوروبية”، والمنظور العربي أدى لتبني الرسامون الأوروبيون النظرة البشرية كنقطة محورية لهم، وأن تكن لوحاتهم بعين المتفرج.

11) ذكر الفن المعماري الأوروبي الجميل والذي ظهر بعد عصر النهضة الأوروبية وكانت بدايته من فلورنسا، وأكد بأنه إستنساخ لنماذج معمارية مصدرها بغداد سواء أتى من بغداد بشكل مباشر أو إنتقل من بغداد إلى صقلية إلى فلورنسا، وأكد على دور الحسابات الرياضية والهندسية العربية في إختراع الفن المعماري الذي ظهر مع بداية عصر النهضة وما بعدها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى