من شعر الحكمة …

 د. ريم سليمان الخش | فرنسا

 أعظ بها نفسي أولا فأنا أكثركم أخطاءً
.
إذا لم يكنْ للمرء بالعقل وازعُ
فلا الإثم مقموعٌ ولا العرْفُ رادعُ

أتطمعُ في نزع السياج تلصصا
وحقلك محتاط المنافذ قانع !!

أتلعق في صحن الجوار وقدركم
عصيّ على الأشداق حُفّت موانعُ

ومالحسة الغرّ الجهول مريرة
ولكنّ إصرار التذوق لاذعُ

ولكنّ إقرار النفوس فسادها
طريقٌ به تخطو بلؤمٍ فواجعُ

ولكنّ إيتان الفواحش ناسفٌ
لكلّ ازدهارٍ للحضارة قالع

تعطّرْ بريحان الفضائل والتقى
فإنّ ارتكاب الجانحات بلاقعُ

إذا طاوعتك النفس قطفا لروضه
تذكر زهور الحوض ماأنت زارع !!

أترضى اجتثاث المكرمات تسليّا
وربك لا يألوه ماأنت صانع

ألا كلّ نفس دون ردعٍ تُخادع
وكلٌّ لتسويف الحماقات خاضعُ

فقاوم لظى عار العقوق مجاهدا
تفزْ في حصاد البِرّ تربو المزارع

وحافظ على ماء الأحبة بعدما
سبحت بنهر الوصل والعهد دافع

يدافع عن من شاء ربي بقوة
وتلجمُ أهواءَ الكرام الطبائع

كما أُلجمت نفس بن يعقوب بعدما
تمثّل برهان الإله يُدافع

كما أوزع الرحمن للنفس أسرجي
مصابيح ماانفكت طهورا تلامع

فعش دافعا للظلم حصنا منورا
وإنّ جهاد النفس للعتم مانع

وإنّ انزلاقات الظلام كثيرة
ولكنّ من ينجو النبيه الممانع

وحسبك أنْ جاهدت نفسا خطيرة
بتأنيب لوّام لردعٍ يُسارع

وماعاصمٌ من سخط ربك بعدما
زللتَ ولكنّ التندم شافعُ

فأكثر من استحقار ذنبك واستقم
تُردّ إلى أهل الصلاح البضائع

إذا أُججت نفسٌ وزُفّت رغائبٌ
تذكرّ بأنْ للمكرمات بدائعُ

لعمرك ماردع الرذيلة هينٌ
ولا راكب الصبر المثقّل ضائع
وإنّي وإنْ كنت العنيف بشهوتي
لماضٍ بما نصت عليه الشرائع
***
وماكلّ ماترجوه عدلا وصائبا
وماكلّ ماتهوى بديعٌ ورائع

إذا غُلّقت يوما وغيضَ انهماره
فلا بدّ من جُرْمٍ عظيمٍ يُمانعُ

ونحسبُ آلام القلوب صغائرا
ولكنّها عند الإله فظائعُ 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى