مقال

أدبيات رمضانية

بقلم الدكتور /قاسم النفيعي

لن أقف فقيها في دار الإفتاء، ولا خطيبا على منبر جمعة، ولا مهرجا أمام القنوات الإعلامية، ولا مقدما لخواطر في زوايا مسجد. ثم أقوم وأثرثر عن أدبيات رمضان، وأذكر الشمائل،والواجبات،والمحرمات… ومايستحب،والمندوب…وهلم جرا دونكم عني.
شهر رمضان، هو أحد أركان الإسلام،وشعيرة ربانية،فمن أداها وبحقها فقد عرف،ولزم،والعكس. لكني أتسائل عن أدبياتك التي تمنحك السعادة، والأجر والثواب،فيما تقوم به نحو عالمك الإنساني، وعن سر يقظة ضميرك الحي،ووازعك الإيماني تجاه كل كائن حي.
أنت كرئيس دولة،ماهي أدبياتك تجاه شعبك؟ وكوزير ماهي أدبياتك نحو مؤسساتك؟، وكرئيس مؤسسة ما.قل لي ماهي أدبياتك نحو أفرادك،وطاقمك،وموظفيك؟؟؟
بل كيف تكتشف أن أدبياتك لها حضور إيجابي،وفاعلية؟ وأن ضميرك قد أحس بكل معاناة لأي كائن حي يندرج تحت كيان مسؤوليتك؟( وكل إنسان الزمناه طائره في عنقه…)، الإسراء آية ١٣. ( والله لو أن بغلة بالعراق تعثرت…).
ومن هذا.وذاك أقف على أدبيات الموظف ثمة أدبيات رمضانية تنتظرني ماكانت لي،فهي غائبة،في غيابة الجب، وربما وارى سؤاتها،تلك الغربان. وماكانت علي،فأنا كموظف أصبحت، وقد أكل قوت أبنائي،وكسر طموحي، ونحر ت مستحقاتي،وسارت غذاء لتلك البعوض، وتخطف الطير مابقي من أشلائي، فقدني أبنائي حين خفت اسم راتبي، واختفت كرامتي،حين بسطت يدي لهذا،وذاك، وضعفت هيبتي، حين رأني من كنت أدوسه بقدمي حين كان صعلوكا فدارت عجلت الزمان ليصبح حاكمي،ومسؤولي،فبقت عصاي أتوكأ عليها فعاجلتني دابة الأرض فأكلت منسأتي. وكل أدبياتي أصبحت سراب في دنيا النكد والعذاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى