لا تخفْ فأصابع الحنين ستبقى

سامية خليفة* | لبنان

(1)

فناء

إذا هتكَ اللَّيلُ نورَ السِّراجِ

وراحَ الضوءُ يخبو

إذا اشتدَّ السَّوادُ

وضاقت انفراجاتُ الأمل

لا تخفْ 

فأصابع الحنين

ستبقى

تلامسُ ضوءَ القمر

إذا سُدَّتْ منافذُ اليقينِ

لا تخفْ

فرغم سدود المنافي

ستنبت ما بيننا

زهرة ياسمين

إذا أضعتَ وجهتَكَ

واختلطتْ عليكَ الحواسُّ

لا تخفْ

فكلُّ الحواسِّ

لك سترتهنُ

لتؤكِّدَ لكَ

أنَّ الفكرَ قابلٌ للتّغييرِ

اللونُ ستذوقُهُ خمرةً

وأنتَ تنظرُ تشابُكَ المسافاتِ

في الأفقِ البعيدِ

الحلمُ لن تراهُ

بلْ ستلمسهُ

حريريَّ الشَّذا

الحلمُ سيبقى يقِظًا

كي لا يغدر به الموت

إن وجدتَني على شاطئِ الأحلامِ

أتأمَّلُ

لا تقلْ إنها عاشقة

حتّى التأمُّلُ

سيأخذُ منحى آخرَ

حتّى السُّفنُ الرّاسيةُ

ستختفي

لن تتركَ أيَّ أثرٍ

لذكرى عالقة

لصورة مغبشةٍ

لدمعة حارقةٍ

كلُّها ستختفي

فنحنُ في زوالٍ

والمشاعرُ ستفنى قبْلنا.

سامية خليفة/لبنان

 

(2)

لبنان

أهمسُ في أذنِ الليل

أبثُّ الشَّوقَ للعتمةِ

ينبثقُ نورُ وجهِك

إشراقة سحر

وطني

أمسِّدُ الستائرَ جديلةً

أعاتبُ الزمنَ

أقلِّبُ مواجعَ الصبرِ

فأنت يا لبنانُ

يا سليلَ القمرِ

يرهقني أنْ أرى

جمالَكَ يذوي

يخنقُني احتباسُ البسمةِ

على ثراكَ

يؤسفُني أفولُ النُّجومِ

من ثريّاك

وفي ذروةِ الأحزان

أغوصُ الملمُ أطرافَ عباءَتِك

تعتقلُني هواجسُ الغربةِ

تدمّرني أساطيلُ فتنتِكَ

وأنا أجوبُ سهولَك ووديانَكَ

أنا أسيرُ أنوارِكَ

التي بَهتتْ

لبنانُ متى صرتَ تمثالاً عتيقاً؟

في ساحةِ الشُّهداءِ

التماثيلُ استشهدتْ

لم تسلمْ هي الأخرى

من أذى الأحقادِ

لبنانُ

تعالَ واشعلْ بي أملاً جديدا

لأعودَ إليكَ من غربةِ الرّوحِ

لأصيرَ لكَ كلّي

لأخرجَ من جمادٍ

لأصيرَ الإنسانَ

فقدْتُ كلَّ مغرياتِ

الوجودِ

أنا بدونِكَ

بلا اسمٍ بلا تاريخٍ

عنوانُ بيتي عنّي تاهَ

ليت شراعي يأخذُني إلى شاطئكَ

أنا المغتربُ

ليت قدمَيَّ تجوبانِ أصقاعَكَ

كلَّها

بِلا خوفٍ أو وجلٍ

لبنانُ

يومَ احتجْتُكَ

ما مددْتَ لي يدَك

صخرةً لأعلق عليها مرساتي

بل وجَّهْتني بعواصفِكَ

نحوَ آفاقِ النَّجاةِ

يومَ عشقتُ أرضَكَ

لم تفرشْ لي صدرَك  رمالًا

ليتَك فعلتَ

ليتكَ غمرتني بين طيّاتِها

لما هاجرْتُ

لبنانُ

يومَ كانتْ نجومُ السماءِ

تتلألأ غضَبا

وهديرُ البحرِ يعلنُ الحروبَ تباعًا

لم تتركْني ألامسُ أمواجَهُ المتكسّرَة

لربَّما بلمسةِ حبٍّ

كانَ الغضبُ أقلَّ فتكًا

لبنان

يومَ دقَّ ناقوسُ الهجرةِ

طيورُ النّورسِ لم تظلّلني بأجنحتِها

الهجرةُ بِلا وجهةٍ

سيفٌ حادٌّ

يقطعُ رقابَ الكرامةِ

يومَ هويتُ ساجدًا

أعفِّرُ وجهي بترابِكَ

تركْتَ الطّبيعةَ تبكيني

وبقيتَ أخرسَ

……………

هامش السيرة الذاتية:

سامية عبد الرحمن خليفة أديبة وشاعرة، لبنانية من مواليد بيروت 1959م، حاصلة على إجازة في علم النفس العام ودبلوم في الرسم والتصوير

الإصدارات:

1ـ رواية بعنوان: سرديات نخلة عمل مشترك مع القاص التفاعلي صالح جبار خلفاوي

2- ديوان بعنوان :هاتفني الحب

3- ديوان بعنوان :أمطر حبا

مشاركات:

شاركت بديوانين مشتركين  بعنوان :بوح أدرد

شاركت في دواوين عديدة مشتركة منها

كتاب في الأدب النسوي بعنوان انطولوجيا

شهادات:

شهادة قلادة الجدارة الرفيعة المستوى من سفير الفن والإبداع الدكتور الفخري الشيخ حسين أحمد سليم

وسام الاستحقاق والابداع من المنظمة الوطنية لحماية الطفولة الشباب ومن مجلة مملكة الياسمين الأدبية.

شهادة شكر وتقدير على المشاركة الفعالة في معرض الأم للفن التشكيلي

شهادتا شكر من دار فلاور للنشر والتوزيع/مصر

شهادة شكر وتقدير رفيعة المستوى من السفير د. محمد عطية عبد الفتاح الحلواني

شهادة فخرية ودرع تكريمي من المنتدى الدولي للتسامح والإبداع

 درع تكريمي من منتدى حرف ولون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى