احتمال يترجى المستحيل

عزيز فهمي | كندا

 

احتمال يترجى المستحيل

احتمال أن نعيش مرة ثانية

هذه الأيام المتراصة

على حافة عش جمر

حابلة بما يزيد ناري اشتعالا

ففي عراك الأضداد

في خجل المترادفات

في رِدة المعاني عن التفسير

تكونين ظلي

أعتني بإيقاع مشيتك

أكون صداي

فأعزف

كرِجل فقدت توازنها

وأخرى تبحث عنها

في ثُمالة الرقص على حصير من دخان

نعود أنا وأنتِ

من لحظة يقين شارد في يقينه

نعود محملين بحقيقة الطين

الذي يتشكل على مقاسنا

فنرفع الدعاء فوق جناحي غراب

متعب بإخفاء سوءات الموتى

نصير كنبي

لا شعب له

نبي مغرم بمغازلة شكه

ليزداد إيمانه به وحده

وبالمطلق 

تزداد الأسئلة في قربته

صراخا

لا طوفان ينبئ برحلة أخرى

على هودج الحلم

لا جبل يوقف الريح

كي لا تمزق أشرعة السفن

نبي مولع بترتيب المستحيل

كلما أخذت عصاه

شكل موجة في بئر

يغرفها دلو سيارة فقدت نجمتها

في الصحراء

تاهت في أسواق النخاسة

لاذت بظل غيمة فر عنها المطر

تمسكت بذيل ناقة خائفة

أعلنت أمام الفراغ

أحقية السراب

في قيادة القوافل إلى الشروق

في هذا الغروب

سنصوغ غدنا على نغم الهلع

نخرج ما ادخرناه كالنمل

من أدعية

نواجه الزمن الذي يموت أمامنا

نموت فيه ومعه

كذبت كل جمارك الحدود

تعددت الصلوات واختلفت

توحدت القبور

في مقبرة واحدة

أين عاد

أين ثمود

أيننا نحن في هذه الصفعة القاتلة؟؟؟

مسرح بدون جدرانه الأربعة

تُهنا وتاه كل شيء قبلنا…

نعود أنا وأنت

لنرى كيف نسجت الملائكة الدروب

للهاربين من حيرتهم

المعلقين كالنجوم في أهداب السماء

عدنا لنسقي حدائق اللقاء

بالنظر

بالكلام

أحكي لك عنك

تحكين  لي عني

فنرى معا

كيف تصير الأزهار أكثر وردية

وعطرا

كيف أن الأشجار وهي عارية

تلقي بظلالها

على الكلمات التي نقولها عشقا

تجلسين قدامي

كما جلسنا ذاك يوم

تناوليني مرآتك

التي تضعين دائما في حقيبة يدك

أكلمك بما يتمناه قلبك الولهان

أرى في تجاعيد الغياب

حضوري

أرى في مكياج خديك

وطني

فأرسمك بريشة النداء

أعلق صورتك

على هديل الحمام

وأطير

كفكرة أصيبت

بحمى الفرح

احتلت أفق ثالوثنا الجميل

أنا

أنتِ

حين نصير واحدا في

نحن

تكبرين وأكبر

نوزع همومنا على مسام أكفنا

نلوح للضباب

ننتظر غيثا يأتي به هدهد في منقاره

لنخبر القبيلة

بخضرة شجرة الخلد

وبزواج الحضور بالغياب

في محراب الشوق …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى