أدب

أيها الشهيد

شعر : هلال السيابي| سلطنة عُمان

أسرج على الشٌَمسِ أو أسرج على القمَر
وانزل على العرشِ ضيفاً طاهرَ الأزر

***

وخلٌّف الأرض، ما أحرى ركابك أن
تمور مع ثفنات الأنجم الزهر

***

فليستِ الأرضُ كفؤاً أن تكونَ بها
يا ساميَ الروح أو يا سامكَ القدر

***

قد اصطفاكَ إلهُ العرشِ جلٌَ، كما
قدِ اصطفى رُسلَه من سائرِ البشَر

**

لا يَقبَل العرش في علياءِ ساحتِه
من البرُّية إلا كلٌَ ذي خَطَر

***

فما ترومُ القوافي أو تحاوِلُه
من الرثاء، وقد وفٌّقتَ للظٌفر

***

نزلتَ منزلةً ما إن ترامُ سوى
بشهقةِ الرٌُوح تحتَ الصٌَارمِ الذٌَكَر

***

لا يعرفُ الافقُ الا النيٌَراتِ هوىُ
وانتَ أنورُ من شمسٍ ومن قَمر

***

عَلقتَه فتلقٌَتك النٌجومُ به
شمساً تضيءُ مدى الأعوامِ والعُصُر

***

ما لذعةُ الموتِ الا كأس منطلقٍ
الى الجِنانِ، ومهدِ الحُور والحوَر

***

ويا فخارَ الذي كانت سلافته
كأس من السٌيف والخطيٌَةِ البُتُر

***

وتلك خيرةُ ربٌّ العرشِ، قد هَبَطَت
تدعوك لله والجنٌَات والخِيَر

***

لم تُكَتسب أبداً عبرَ المدى بسوى
سفحِ الدٌماء لمنصورٍ ومُنتَصر

***

ضاءت “ببدر”، ونافت عن ذرى “أحد”
واشرقت بثرى “اليرموك” من “عمر”

***

وزغردت مع “صلاح الدين” راقصة
تحت العجاج على “حطين” في سمر

***

بخ بخ ياشهيد النصر.. أنت لها
أوتيتها قَدَراً يَسعى لمقتَدِر

***

ضمٌَخت بالدٌَم أرضَ العزٌّ فانتشرت
أنسامُه بين بدوِ العُربِ والحضَر

***

صَنعتَ ما أعجزَ الأيامَ من حقبٍ
وجئت بالآيِ تمحو سنًَة البطَر

***

ضربتَ ضربتَكَ الشماءُ فانتَبَهت
لها السماوات والاملاك بالظفر

***

وماجَ آلُ بني صَهيونَ من جَزعٍ
ومن خُنوعٍ ومن ذلٌٍ ومن خَوَر

***

وردٌَدَ الخافقانِ الأمرَ، وانتَشَرَت
بشائرُ النٌَصر تجلو طلعةَ القَمر

***

ورِيعَ جمعُ بني السكسونِ، وانتبهوا
مروٌَعِين بذاك اليوم في السٌَحَر

***

حجٌَوا سراعاً الى الباغي، وما فتئوا
زحفاً لنصرتِه بالشرٌّ والشٌَرَر

***

وأجلَبوا خيلَهم، والذٌُعرُ يقدِمُهم
لقتلِ طفلٍ، وشيخٍ نائفِ العُمُر

***

وقدٌَموا كلٌَ ما تحوي خزائنُهم
من مهلكات ومن نابٍ ومن ظفرِ

***

وما دَروا أنٌَ أمرَ الله فوقَهم
وأنه نصرُه، لا حيلةُ البشَر!

***

أخزاهم الله، ما أوهى عقولهم
كأنما صنعت من جامدِ الحَجَر

***

جاءوا انتصاراً لبغيِ المعتدينَ فلم
تُفلِح خطاهم، وضلٌَوا ضلٌَة الحُمُر

***

رموا حضارتَهم رميَ الكلابِ، وكم
بها تغالَوا، فيالله والبطَر!

***

حتٌَى ظننا وخِلنَاها مَحصٌَنةً
وأنٌَها مَعَهم كالآي والسٌُوَر!

***

وأنٌَهم بلَغوا في المجدَ ما بلغوا
بها، وأنٌَهم منها بلا كَدَر

***

حتٌَى تجلٌَت على الدٌُنيا حقائقُهم،

بلا حجابٍ ولا سِترِ من السٌُتُر

***

قد بينٌَت غزة الشماء أمرَهم
وأظهرتهم بخلقِ الذئبِ والنَمَر

***

فالحمدلله أخرى الله أوجههَم
حتى ،بدوا للورى كالشٌَاءِ والبَقِر

***

فقد أتوا غزةً والبغيُ قائدُهم
يرمونها تحتَ سَمعِ الكونِ والبصَر

***

صَبٌُوا عليها من الأهوالِ ماعَجِزت
عنه البريٌةُ في تاريخِها القَذِر

***

راعوا الطٌُفولةَ في أدواحِها، وبَغوا
على اليتامى ، ولم يٌبقُوا على أثر

***

وروٌَعوا كلٌَ طفلٍ في مراضِعِه
مع امٌّه وأبيه دونما حذر !!

***

شمائلُُ لهم من حينما وُلِدُوا
تَعِفٌُ عنها سباعُ الغابِ والعَفَر

***

بني العروبةِ، يا أبناءَ أمٌَتِنا
يا أسد خفٌَانَ من قحطانَ أو مَُضَر

***

هذي فعالُ بني صهيونُ ماثلةُُ
لكلٌّ ذي مقلةِ أو كلٌّ ذي بَصَر

***

لم يَتركوا مُخزِياٌ من خلقِهم وخَناً
إلا أتوه على الآصالِ والبكر

***

فأين أنتم بني قومي، وكم لكمُ
في المجدِ من سلفِ في سالفِ العُصُر

***

ألم يرعْكُم بحقٌّ الله ما ارتكبتْ
صهاينُ الغَدر من ضرٌٍ ومن ضَرَر

***

ألم يرعْكُم نحيبُ الطفلٌِ تقذِفُه
مُمزٌَقا طائراتُ المعتدي الأشِر

***

ألم يرعكم وجيشُ البغي منتشرُُ
فوقَ الرٌُكام، ولمٌَا يُبقِ أو يَذَر

***

فأين مجدُكُمُ أم أينَ نخوتُكم
أم أنها ذهبت مع ساكني الحٌفَر!

***

فإن موقفكم أخرى وافظعُ

من فعلِ اليهود فهل من سامع ذمر!

***

ماذا تقولون للجبٌَار يومَ غَدٍ
ومالكم غير قَلبٍ جدٌ منكَسِر

***

 اللهٌُ أكبرُ من شوهاءَ سيئةٍ
كالليل قد طبَُقَ الدنيا بمعتكر

***

بئس الخلال التي يندى الجبين له
يا آل يعرب صرتم نكتة البشر!

***

بغدادُ تبكي، وأولى القبلتينِ بلا
كرامةٍ، وربوعُ الشامِ في خطر

***

ومصر في جزع مما يراد بها
وإنه لفظيع الخطب والضرر

***

وليس فينا وأيم الله من فطن
لما يراد، ولا منا بمنتصر

***

كأنما نحن من سكر ومَخيَلَةٍ
بلا نهى من غواء أيٌ مُستَعِر

***

فإن يدم ما أراه من تفرٌُقِنا
فإنها فرقة تهدي الى سقر!

***

وليشهد الله، كم حذرت من نذر
ولم أجد قطٌُ من يُصغي الى النذر!

٢٦ من جمادى الآخرة /١٤٤٥ هجرية – 8 من يناير 2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى