اكتب أيها التاريخ عن هؤلاء!!
د. أحمد الطباخ
لقد مرت الإنسانية بأحداث جسام عانت فيها معاناة شديدة وحدثت لها نكبات عظيمة يشيب من هولها الولدان ولكن الذي حدث هذه الأيام في أشرف البقاع لم يسبق أن حدث من جنس الإنسان ولا من الأنعام لأننا رأينا بأم أعيننا من خلال هذه المشاهد المأساوية التي وقعت لأهل غزة العزة الأبية التي استعصت على أعتى قوى البغي والاستكبار في ذلك العالم المنافق الذي داس القوانين الدولية وجعل العالم غابة ياكل فيها القوي الضعيف وقعت أحداث في بيوت الله ومشافي الأطفال وبعد حصار مروع استمر سنين ضد هذه البقعة التي يقطنها عدد كبير من الفلسطينيين الذين لم يكن ذنبهم إلا أن وقفوا وقفة رجل واحد ضد قتلة الأنبياء والذين فعلوا الأفاعيل حتى استحقوا لعنة الله إلى يوم الدين بإفترائهم على رب العالمين.
لقد ارتكبوا في حق الإنسانية ما سيظل وصمة عار في جبينها والإنسانية صامتة تدعم شناعتهم بل تمدهم بالمال والسلاح وتشجعهم على إجرامهم في حق هؤلاء العزل الذين حاصروهم وهدموا مستشفياتهم وقطعوا عنهم الطعام والشراب والوقود واحتلوا مستشفيانهم في مشهد شنيع فلا رحموا المرضى ولا تركوا الأطفال الرضع في حضانتهم بعد حصار دام ما يزيد على شهر أو ما يزيد حتى حالوا بين وصول المرضى إلى المشافى والأطباء يستغيثون ويصرخون في الآفاق وبين العالم كله أن يغيث هؤلاء الضعفاء والمرضى الذين انقطعت عنهم الخدمات الصحية فما ذنب الأطفال الذين يتم ذبحهم وإبادتهم والمرضى المصابون بالسرطان والفشل الكلوي وأمراض الكبد الذين يحتاجون إلى رعاية فائقة وأدوية عاجلة وأسرة جاهزة وكوادر عاملة تقوم على رعايتهم في مثل هذه الظروف الصعبة.
إن التاريخ لن ينسى هذه الجرائم الإنسانية التي تحدث لأطفال غزة من قبل هذا الاحتلال الغاصب الذي اغتصب الأرض واحتل الوطن ودنس المقدسات وقتل البشر واقتلع الحجر وهدم بيوت المدنيين الذين لم يحملوا سلاحا ولا ارتكبوا جرما حتى يستحقوا كل هذا الدمار وتلك الوحشية والبربرية من مدعي الحضارة وحقوق الإنسان وهم الكاذبون الذين يزيفون الواقع ويدعون أنهم يحاربون جيشا من الأطفال والنساء والمرضى والشيوخ وهم الكاذبون الذين يزيفون الواقع ويستسأدون على الضعفاء بطائراتهم ودباباتهم وبوارجهم وأهل غزة عزل لا يملكون سلاحا ونفذ طعامهم وشرابهم ووقودهم فأين نحن من كل هذا الذي يحدث من قبل هؤلاء القتلة ، إنهم يرقصون على جثث أطفالنا فماذا نحن فاعلون؟!
ما زال العالم يصمت حيال حرب الإبادة الجماعية التي تقودها قوى البغي والاستكبار في فلسطين التي تشهد مأساة إنسانية لم تحدث في تاريخ الإنسانية قديما وحاضرا منذ قامت الحروب في العصور القديمة والوسطى والحديثة حيث بلغ الأمر إلى أن قتلوا الأطفال ومثلوا بجثثهم بل وصل أنهم احتلوا المشافي ومنعوا المرضى العلاج وحبسوا الأطباء وتسببوا في أكبر جريمة حرب حدثت من محتل غاصب مجرم لم يخش من أحد ولم يزدجر من غيرهم وكأنه هو الوحش الكاسر الذي يلتهم فريسته دون إعتبار لجار ولا لقريب بل إنهم يرقصون على جثث أطفال غزة الذين قتلوا منهم العدد الكبير ونحن نشاهد كل ذلك على الشاشات الفضائية وتعودت الإنسانية التي فقدت ضميرها أن ترى كل ذلك الإجرام الذي يحدث لأهل فلسطين ولا يحرك أحد ساكنا فلماذا كل هذا الصمت المريب من ذلك العالم المنافق الذي صدعنا بحقوق الإنسان والأطفال ولو كان ما يحدث حدث لعدونا المحتل لتحركت الدنيا كلها ومنظمات المجتمع المدني في العالم واتهموننا بالإرهاب وغير ذلك من إتهامات لديننا الإسلامي الحنيف ولكن ما يحدث من هؤلاء القتلة الذين قتلوا الأنبياء وبدلوا الأديان وحرفوا الكتب يمارسون طبيعتهم التي طبعت عليها طباعهم الخبيثة في قتل الأطفال وسرقة الجثث ومحاصرة المستشفيات وتعطيلها عن عملها وقد حرمت ذلك الأديان السماوية والمواثيق الدولية والقوانين والأعراف الوضعية التي لم تحدث ولن يفعلها إلا هؤلاء القتلة الذين يرقصون على جثث الأموات فهم لا يعرفون للموتى حرمة ولا للأحياء حقوقا ولا للإنسانية كرامة فهم شعب الله المختار الذي اختارهم واصطفاهم وغيرهم من فصيل آخر ومن خلق غير خلقهم فلماذا نحن صامتون على كل ما يحدث والأمر جلل والمصيبة كبرى والعدو يعربد دون رادع من قبل أحد.